الفاشر ــ دارفور24
كشفت منظمة أطباء بلا حدود، الأحد، عن تعرض سيارة إسعاف تابعة لها في الفاشر، بولاية شمال دارفور، لإطلاق نار من قبل مسلح مجهول أثناء نقل مريضة في حالة مخاض تستدعي عملية جراحية طارئة.
وقالت المنظمة إن الحادث وقع، أول أمس الجمعة، عندما تم نقل المريضة من المستشفى الميداني التابع لأطباء بلا حدود في مخيم زمزم إلى المستشفى السعودي في الفاشر.
وأضافت: “حملت سيارة الإسعاف شعار وعلم أطباء بلا حدود بوضوح، وكان على متنها المريضة ومرافقاها، وسائقون من أطباء بلا حدود وطاقم طبي.”
وأفادت المنظمة بإصابة مرافقة المريضة بعيار ناري تسبب في مقتلها، حيث فارقت الحياة بعد وصول الطاقم في نهاية المطاف إلى المستشفى السعودي.
ويعد المستشفى السعودي هو الوحيد الذي يستقبل الحالات التي تحتاج إلى جراحة في مدينة الفاشر.
ويمثل هذا الهجوم ثاني إطلاق نار على سيارة إسعاف تابعة لأطباء بلا حدود في أقل من شهر في الفاشر، حيث جرى استهداف سيارة إسعاف في 27 ديسمبر خلال عملية إحالة مماثلة لمرضى من مخيم زمزم إلى المستشفى السعودي، دون أن يُصاب أحد بأذى.
وأعرب رئيس عمليات الطوارئ في أطباء بلا حدود، ميشال أوليفييه لاشاريتيه، عن بالغ ذعره إزاء هذا الهجوم القاتل على طاقم إنساني يقوم بعمل طبي منقذ للحياة حيث تمس الحاجة إليه.
وقال إن أولوية المنظمة تتمثل في دعم الأشخاص الذين تعرضوا للهجوم.
وتابع: “نحن بحاجة إلى التواصل مع جميع الجهات المسلحة الفاعلة والنشطة في المنطقة لفهم ما حدث، وللحصول على ضمانات باحترام المرضى والطواقم الطبية وسيارات الإسعاف والمرافق الصحية كي تواصل عملها.”
وتدير أطباء بلا حدود حاليًا مستشفى ميدانيًا في مخيم زمزم، حيث يواجه السكان قصفًا متكررًا من قوات الدعم السريع بعد أشهر من الحصار والجوع.
واضطرت المنظمة إلى تعليق جزء من خدماتها الطبية في مخيم زمزم، مثل برنامج العيادات الخارجية للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، للتركيز على الحالات الأشد خطورة والتي تتطلب رعاية في المستشفى، بسبب تدهور الأوضاع الأمنية.
وظلت قوات الدعم السريع تشن هجمات على الفاشر منذ 10 مايو الماضي، في مسعى للاستيلاء على آخر معقل للجيش في دارفور، لكنه والقوة المشتركة المتحالفة معه يدافعون عن المدينة بضراوة.
وأجبرت الحرب الدائرة في الفاشر بين الجيش والقوة المشتركة ضد قوات الدعم السريع، آلاف السكان على الفرار خارج المدينة بحثًا عن الأمان.