الردوم ــ دارفور24
كشفت مصادر مطلعة من مناطق التعدين الأهلي في “سنغو” جنوب نيالا، عاصمة جنوب دارفور، عن اعتقال قوات الدعم السريع عشرات المعدنين، مع استمرار حظر الإنترنت للأسبوع الثاني على التوالي.
ويأتي هذا التطور بعد شن طيران الجيش الحربي في 22 ديسمبر الجاري غارات جوية استهدفت موقع شركة الجنيد لتعدين الذهب في منجم أغبش بمحلية الردوم.
وقال أحد القيادات الأهلية في بلدة برام ــ فضل حجب اسمه ــ لـ “دارفور24″، إن قوات الدعم السريع قامت باعتقال عشرات المعدنيين من المناجم بتهمة التعاون والتنسيق مع الجيش السوداني والتخابر معه، وتم ترحيلهم إلى مدينة نيالا الأسبوع الماضي.
وأفاد المصدر باستمرار حظر الإنترنت عبر الأقمار الصناعية “ستارلينك”، والمعروفة شعبياً بـ “الواي فاي”، في جميع مناطق التعدين الأهلي في سنغو، بالإضافة إلى التشدد في الإجراءات الأمنية، مما صعب من مهمة المعدنيين الذين يضطرون لقطع مسافات تتجاوز 120 كيلومترًا للوصول إلى الشبكة والتواصل مع ذويهم.
وأشار أحد المعدنيين في سنغو، يدعى أبو إبراهيم، وصل حديثًا إلى مدينة نيالا، إلى أن توقف شبكات الاتصال بالأقمار الصناعية في جميع أنحاء محلية الردوم ساهم بشكل سلبي في تحويل الأموال عبر التطبيقات البنكية، وكذلك إرسال الأموال لأسر المعدنيين في مختلف مدن السودان.
وتابع: “لحل هذه الإشكالية، يتم توكيل فرد للسفر إلى برام لإجراء التحويلات المالية والاتصال بأقاربهم للاطمئنان عليهم”.
وكشف أبو إبراهيم عن تشديد الإجراءات الأمنية في المناجم واعتقال عدد من المعدنيين بتهم تتعلق بالتعاون مع الجيش السوداني والتخابر معه.
وأضاف: “عقب قصف مقر شركة الجنيد للتعدين التابعة لقوات الدعم السريع، تم إغلاق جميع محلات الواي فاي، ومصادرة بعض الأجهزة، وتشديد الإجراءات الأمنية بما فيها رئاسة المحلية بمدينة الردوم”.
ويُسيطر قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، وشقيقه ونائبه في القوات عبد الرحيم دقلو، على شركة الجنيد للأنشطة المتعددة المحدودة.
وتضم شركة الجنيد 11 شركة تعمل في قطاعات اقتصادية مختلفة، بما في ذلك صناعة مناجم الذهب، حيث أصبح المعدن الأصفر مصدرًا حيويًا للإيرادات لقوات الدعم السريع منذ مصادرتها لمنجم الذهب في جبل عامر في عام 2017.
وأدرج مكتب “أوفاك” شركة الجنيد للأنشطة المتعددة المحدودة على لائحة العقوبات بموجب الأمر التنفيذي رقم 14098، لمسؤوليتها عن المشاركة أو محاولة المشاركة في أعمال أو سياسات تهدد السلم والأمن والاستقرار في السودان، أو تواطؤها في ذلك، أو قيامها بذلك بشكل مباشر أو غير مباشر.