الفاشر ــ دارفور24
كشفت مصادر محلية لـ “دارفور24″، الاثنين، أن قوات الدعم السريع تحاصر أكثر من ألف أسرة فرت من أبو زريقة وقرى مجاورة لها في بلدة تابت الواقعة على بعد 45 كيلومترًا جنوب غربي الفاشر، عاصمة شمال دارفور.
وفي مطلع ديسمبر الجاري، نهب مسلحون ينتمون للمقاومة الشعبية ويُطلق عليهم “التكوشات” من أبو زريقة ومخيم زمزم ماشية تتبع للرحل في منطقة “وادي مرة”، وقتلوا أحد الرعاة، مما دفع بالرحل إلى القيام بفزع أهلي لتتبع أثر الماشية المسروقة.
ودخل الفزع الأهلي في مواجهات مسلحة مع السكان في قرية تمدحيش قرب وادي مرة، وفي القرى المؤدية إلى أبو زريقة، قبل أن ينسحب بعد إرسال القوة المشتركة للحركات المسلحة تعزيزات عسكرية إلى موقع الأحداث.
وشنت مليشيات متحالفة مع قوات الدعم السريع هجومًا على أبو زريقة وقرى “تمدحيش، ديم سلك، رخيوة، حلة يعقوب، كبقا، حلة أحمد، وحلة آدم نيل”، ما أسفر عن وقوع ضحايا مدنيين ونزوح شبه كامل للسكان.
وقالت المصادر إن هجمات القوات الموالية للدعم السريع على أبو زريقة والقرى المجاورة لها أجبرت المواطنين على الفرار الكامل من منازلهم، حيث قررت أكثر من ألف أسرة الذهاب إلى بلدة تابت، لكنهم يواجهون الحصار من قبل قوات الدعم السريع منذ أكثر من 7 أيام.
وأفاد المواطن في بلدة تابت، إلياس أحمد محمد، لـ “دارفور24″، بأن أكثر من ألف أسرة فرت من قرى “ديم سلك، أبوه، أم دريساي، وجزء من قرية رخيوة”، ووصلوا إلى تابت بعد الأحداث في أبو زريقة، مشيرًا إلى أن أوضاعهم معقدة بسبب إغلاق الطرق المؤدية إلى الفاشر.
وقال إن قوات الدعم السريع المتمركزة بمنطقة كولقي تسيطر على جميع المداخل والمخارج الموصلة إلى بلدة تابت، مما فاقم من أوضاع الفارين.
وأشار عدد من ذوي الفارين من الأحداث في أبو زريقة بمخيم زمزم إلى انقطاعهم عن الفارين إلى بلدة تابت.
وأعرب موسى عبد الرازق، أحد القادمين من قرية رخيوة، عن سخطه من الأوضاع التي يعيشها الفارون بعد أن تقطعت بهم السبل في بلدة تابت، في الوقت الذي توقفت فيه الطرق الرابطة بين تابت والفاشر.
وناشد عبد الرازق وكالات الأمم المتحدة لإجلاء الفارين من أحداث أبو زريقة المحاصرين في بلدة تابت، محذرًا من تفاقم أوضاعهم الإنسانية.
وتشهد بلدة تابت والقرى المجاورة لها انفلاتًا أمنيًا مروعًا، مما تسبب في إغلاق السوق المحلي قبل أن تستأنف أنشطته مؤخرًا.