الفاشر ــ دارفور24

يعيش الفارون من أبو زريقة إلى الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، في ظل أوضاع إنسانية قاسية حيث يتواجدون في العراء وسط نقص الغذاء ومواد الإيواء.

وقال ناشطون لـ “دارفور24″، الأحد، إن الهجمات الأخيرة التي شنتها المليشيات المتحالفة مع قوات الدعم السريع على منطقة أبو زريقة والقرى المجاورة، أجبرت العديد من الأسر على النزوح من منازلها حيث يفترشون العراء في المزارع بالريف الجنوبي الشرقي للفاشر.

وقال الناشط المدني بمخيم زمزم إسماعيل خاطر، لـ “دارفور24″، إن الجزء الجنوبي الشرقي للمخيم شهد وصول المئات من الفارين من الأحداث في أبو زريقة وقرى مجاورة لها، حيث يفترشون العراء والأشجار وسط أوضاع إنسانية مأساوية بسبب نقص الغذاء وخيام الإيواء.

وأشار إلى أن الفارين من الأحداث فروا من منازلهم قاصدين مخيم زمزم، إلا أن القصف المدفعي لقوات الدعم السريع على المخيم حال دون وصولهم إليه، مما دفعهم للافتراش في العراء والأشجار في الريف الجنوبي الشرقي للفاشر.

وحذر القيادي الأهلي الشيخ هارون آدم من تفاقم الأوضاع وسط الفارين من أحداث أبو زريقة والقرى المجاورة لها، نتيجة الأوضاع الأمنية التي فرضها قصف الدعم السريع للمخيم مؤخرًا.

وأشار إلى أن غالبية المنظمات العاملة في المجال الإنساني بالمخيم علقت أنشطتها بسبب الأوضاع الأمنية، من بينها منظمة “ريليف إنترناشيونال”، ومنظمة “قول”، ومنظمة “مكافحة الجوع الألمانية”، بالإضافة إلى المنظمات الوطنية.

وأوضح أن المنظمات نقلت أنشطتها إلى تجمعات النازحين الفارين من زمزم بمنطقة سلوما والقرى المحيطة، رغم أن خدماتهم لم تلبِّ احتياجات الفارين.

وأعلنت كل من منظمة الإغاثة الدولية ومنظمة “مكافحة الجوع الألمانية” تعليق أنشطتهما مؤقتًا في مخيم زمزم على خلفية القصف المدفعي من قبل الدعم السريع.

وناشد آدم المنظمات العاملة في المجال الإنساني للتدخل العاجل لإغاثة نازحي زمزم والفارين من أحداث أبو زريقة والقرى المجاورة لها.

ونهب مسلحون ينتمون للمقاومة الشعبية ويُطلق عليهم “التكوشات” من أبو زريقة ومخيم زمزم في مطلع ديسمبر الجاري ماشية تتبع للرحل في منطقة “وادي مرة”، وقتلوا أحد الرعاة، مما دفع بالرحل إلى القيام بفزع أهلي لتتبع أثر الماشية المسروقة.

ودخل الفراغ الأهلي في مواجهات مسلحة مع السكان في قرية تمدحيش قرب وادي مرة، وفي القرى المؤدية إلى أبو زريقة، قبل أن ينسحب بعد إرسال القوة المشتركة للحركات المسلحة تعزيزات عسكرية إلى موقع الأحداث.

وشنت مليشيات متحالفة مع قوات الدعم السريع هجومًا على أبو زريقة وقرى “تمدحيش، ديم سلك، رخيوة، حلة يعقوب، كبقا، حلة أحمد، وحلة آدم نيل”، وأسفرت عن وقوع ضحايا مدنيين ونزوح شبه كامل للسكان.