المناقل: دارفور24
حذر مزارعون بمشروع المناقل من مغبة البطء في معالجة مشاكل الري مما يعرّض الموسم الشتوي للعطش، في وقت بدأت بعض المساحات المزروعة في الإنبات.
ودعا مزارعون تحدثوا لـ”دارفور24″ إلى سرعة إنقاذ الموسم الذي بدأ العمل فيه فعليا بزراعة محصول القمح.
وقال المزارع حسن يوسف، المدير السابق لمكتب النعمة التابع لقسم المنسي إن المزارعين وضعوا كل جهدهم في زراعة القمح، مبينا أن إدارة مشروع الجزيرة وعدت بمعالجة مشكلة الري لكن لم تحدث استجابة حتى الآن في مكتب النعمة.
وفي مساع فردية لجأ بعض المزارعين لصيانة وتنظيف بعض القنوات، حيث بلغ سعر نظافة مساحة واحد كلم ونصف حوالي مليون ونصف، وهي تكلفة خيالية بالنسبة للمزارعين، وفقا ليوسف.
وتعرضت قنوات الري “الترع والكنارات” للكسر والانسداد بسبب العمليات العسكرية والتخريب بواسطة عناصر الدعم السريع المسيطرة على ولاية الجزيرة منذ ديسمبر الماضي مع تعطل عمليات الصيانة الدورية، إضافة إلى لجوء بعض المواطنين لكسر القنوات لتأمين قراهم من هجمات الدعم السريع.
وبجانب مشكلات الري يواجه المزارعون غلاء أسعار الوقود والأسمدة والتقاوي في ظل انعدام التمويل البنكي والاعتماد على التمويل الشخصي.
إعفاء رسوم
والأسبوع الماضي أصدر محافظ مشروع الجزيرة؛ إبراهيم مصطفى قرارا بإعفاء 50% من رسوم خدمات الإدارة لمحاصيل التي تمت زراعتها في مساعي لدعم المزارعين في مواجهة ارتفاع تكاليف مدخلات الإنتاج، وفقا لمراهقات وكالة الأنباء الرسمية “سونا”.
وأكد مزارعون استطلعتهم “دارفور24” حصولهم على الإعفاء بينما أفاد آخرون بعدم حصولهم على الإعفاء، فيما لا تزال مشكلة التقاوي مستمرة بالرغم من إعلان إدارة المشروع إمكانية استلام التقاوي بالدفع الآجل، ووفقا لمزارعين لجأوا لشرائها “كاش” فقد بلغ سعر جوال تقاوي القمح زنة 60 كجم 85000.
وتعرض الموسم الزراعي السابق لإشكالات معقدة، حيث واجه الغرق مع بداية الموسم بسبب السيول والأمطار الغزيرة والعطش في نهايته.
يقول المزارع خضر الهميج لـ”دارفور24″ إنه خسر الموسم الصيفي بشكل كامل بسبب العطش بعد زراعته لمحصولي الفول السوداني والذرة.
ويحاول خضر تعويض خسارته في الموسم السابق باللحاق بموسم الشتاء لكنه يواجه ضمن مزارعين آخرين مشكلة العطش ذاتها، مضيفا أن جوال سماد اليوريا بلغت قيمته 90 ألف جنيه، فيما بلغ سعر جوال سماد الداب 150 ألف جنيه.
ترتيبات
وأعلن البنك الزراعي أمس الثلاثاء عن ترتيبات لشراء 50 ألف طن من الأسمدة لمناطق الشمالية وغرب الجزيرة وفقا لما نقلته أجهزة إعلام.
ودعا مزارعون الحكومة للاهتمام العاجل وحل مشكلة الري بأقسام (المنسي، المكاشفي، التحاميد، الماطوري ومعتوق) التي تشمل أكثر من 35 مكتبا وتمتد في مساحة 400 ألف فدان.
ومنذ سيطرة قوات الدعم السريع على الولاية الزراعية تعطل موسم الحصاد قبل أن تلحق به المواسم تباعا باستثناء مشروع المناقل الذي يواجه المزارعون فيه مشاكل التمويل وارتفاع أسعار الوقود عطفا على المشاكل المستمرة في قنوات الري مما دفع بعض المزارعين للعزوف عن الزراعة.
وحول المساحات المزروعة حاليا، يقول المدير السابق لمكتب النعمة إن إحصاء المساحات ضمن مسؤوليات المفتشين، مشيرا إلى غيابهم منذ سيطرة قوات الدعم السريع على الولاية، وأوضح حسن أن المفتش المختص بالقسم صودرت سيارته ولم يتمكن من مواصلة عمله.
وفي أغسطس الماضي قال تحالف مزارعي الجزيرة والمناقل في بيان إن المساحة المزروعة بالمشروع تراجعت بنسبة 72% خلال الموسم الصيفي المنتهي، وتبلغ مساحة مشروع المناقل نحو مليون فدان ويحتوي على 8 أقسام من جملة 18 قسمًا يتضمنها مشروع الجزيرة.