كادقلي ــ دارفور24
شهدت مدينة كادقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان، احتفالات كبيرة بأعياد الحصاد المعروفة بـ”السبر”، التي استمرت أسبوعًا كاملًا.
وهذه الاحتفالات التراثية العريقة التي تحتفي بنهاية موسم الحصاد، تأتي في ظل ظروف معقدة تمر بها المنطقة، حيث اقترن فرح الاحتفاء بدعوات السلام والاستقرار.
وقال إسماعيل مصطفى عبده، وتو أحد وجهاء قبيلة كادقلي وناشط في العمل الطوعي، لـ”دارفور24″، إن “السبر يُعد من أهم المناسبات الاجتماعية والثقافية في جبال النوبة، وهي مرتبطة بعادات وتقاليد متجذرة تعود إلى مئات السنين”.
وتابع: “السبر ليس مجرد احتفال بالحصاد، بل هو طقس ثقافي وروحي عميق، يرتبط بشخصية ــ الكجور ــ التي تعتبر شخصية روحية محورية في مجتمعات جبال النوبة”.
وأوضح أن تقاليد الحصاد في جبال النوبة كانت تعتمد على إذن “الكجور” قبل أن يبدأ الناس في تناول ثمار حصادهم، وهو إذن يُعلن بطرق مختلفة حسب المنطقة، ويعد رمزًا لاحترام التقاليد وارتباط الناس بتراثهم.
واشار إسماعيل إلى أن احتفالات السبر في كادقلي تميزت هذا العام بطابع خاص، حيث تخللتها دعوات للسلام والاستقرار.
وأضاف: “السلام هو الأساس لاستمرار هذه العادات والتقاليد. جبال النوبة عانت من ويلات الحروب لعقود طويلة، واحتفالات السبر هذا الموسم كانت تعبيرًا عن الأمل في مستقبل أفضل، خاصة بعد معاناة الناس من شبح المجاعة.”
وتابع: “الحصاد الآمن هو أحد أركان السلام. الناس في كادقلي احتفلوا بالرقصات الشعبية والإبداعات التراثية، فرحًا بالحصاد وأملًا في أن يعم السلام المنطقة والسودان”.
وأكد إسماعيل على أن احتفالات السبر في كادقلي لم تتأثر بالحرب، مشددًا على “الناس يحتفلون رغم الظروف الصعبة التي تعيشها كادقلي، بما في ذلك الحصار المفروض على المنطقة وتأثير الحرب. هذه المناسبات تعكس تماسك المجتمع ورغبته في القوية في السلام والاستقرار”.
وأشار إسماعيل إلى أن هذه الاحتفالات كانت فرصة للناس للتعبير عن فرحهم بالحصاد والأمل في مستقبل أفضل.
واردف: “احتفالات السبر هذا العام كانت مشرفة. رأينا فيها فرحًا حقيقيًا نابعًا من تجاوز الناس لمرحلة الخوف، وتطلعهم إلى حياة يسودها السلام والاستقرار”.
وتُظهر هذه المناسبات والاحتفالات قوة المجتمعات المحلية وقدرتها على مواجهة التحديات بالحفاظ على تراثها والاحتفاء به.