كرتالا ــ دارفور24
تواجه منطقة كرتالا التابعة لمحلية هبيلا بولاية جنوب كردفان، خطر المجاعة مع تدهور الأحوال المعيشية وانخفاض الإنتاج الزراعي بشكل غير مسبوق، وسط حصار خانق يعيق وصول البضائع والسلع الأساسية.
وقال المزارع والموظف الحكومي محمد أبكر كجو في كرتالا، لـ “دارفور24″، إن المنطقة شهدت هذا العام تراجعًا كبيرًا في المساحات المزروعة، حيث انخفضت إلى 10% فقط من إجمالي المساحات الزراعية البالغة 50 ألف فدان.
وأوضح كجو أن المشاريع الزراعية الكبرى مثل كرتالا وشق الكتر بمحلية دلامي، إضافة إلى المساحات الواسعة شرق قرية كرتالا ومشاريع رجول تبلدي والتيتل والدباتنة، لم تُزرع هذا الموسم، مما ينذر بأوضاع مأساوية بعد انتهاء موسم الحصاد.
وتابع: “تعيش منطقة الجبال الستة، التي تضم جبال كرتالا، كرورو، الكافير، كلدجي، دباتنة، والكدرو، في عزلة شبه تامة نتيجة الحصار المفروض بسبب الحرب الدائرة البلاد”.
وشدد كجو على أن الطرق الرئيسية التي تربط المنطقة بأسواق أبي كرشولا والرهد والأبيض لا تزال مغلقة منذ مارس الماضي، مما يعوق تدفق السلع والبضائع إلى المنطقة.
وأضاف: “الطريق الوحيد المتاح هو طريق دلامي جنوبًا إلى أبي جبيهة، الذي يُعد المصدر الوحيد للسلع والبضائع، لكنه لا يكفي لتلبية احتياجات سكان المنطقة”.
وناشد كجو الجهات الإنسانية والخيرين من داخل وخارج السودان للتدخل العاجل لتوفير الغذاء والسلع الأساسية. كما دعى إلى إيجاد حلول لفتح الطرق المغلقة، ما يسمح بوصول الإمدادات الغذائية والطبية وإنقاذ حياة السكان الذين يعانون من العزلة
بدوره، قال المزارع والتاجر في سوق كرتالا نور الدين صالح إبراهيم، لـ “دارفور24″، إن إنتاجية المحاصيل الرئيسية مثل الذرة والسمسم كانت ضعيفة للغاية هذا الموسم، ما أدى إلى ارتفاع كبير في الأسعار.
وبلغ سعر قنطار السمسم 50 ألف جنيه، بينما تراوح سعر “ملوة” الذرة بين 3,000 إلى 3,500 جنيه، مع قلة المعروض في الأسواق.
وأشار نور الدين إلى أن هذا النقص في الإنتاج إلى جانب ارتفاع الأسعار، سيؤدي إلى معاناة كبيرة للأسر التي تعتمد على هذه المحاصيل كمصدر رئيسي للغذاء والدخل.
وفي السياق، قال رئيس المكتب السياسي للتحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية وعضو الكتلة الديمقراطية، مبارك أردول، في تدوينه على حسابه في الفيسبوك، إن الآلية التي تعمل من أجل إيصال الإغاثة إلى ولاية جنوب كردفان ــ جبال النوبة ــ بحاجة لمعالجة بعض المشاكل الفنية أو تعديل طريقها في عمليات الإسقاط الجوي.
وقال اردول إن عمليات الإسقاط الجوي تصاحبها بعض المشاكل عند وصول الشحنات إلى الأرض، كاشفاً أن معظمها يتعرض للشتات في مساحات واسعة، مما يعرض جوالات الذرة للتلف وضياعها، مشيداً بإستدامة حركة الطيران في مطار كادقلي رغم تأكيده على أن القوافل البرية هي الأكثر فاعلية.
وأشار إلى طريق كوستي ــ كادقلي الذي استغلته قافلة الإمدادات الطبية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة “يونسيف” في شهر أكتوبر الماضي، هو السالك لمرور القوافل إلى المنطقة الغربية علاوة على مسارات لمناطق الشمال.
وتابع: “يمكن اعتبار مطار كادقلي قاعدة لوجستية تنطلق منها القوافل البرية إلى كل مناطق الإقليم مع الاعتبار لكل المطالب والتنسيق الأمني”.
وتعاني منطقة الجبال الستة من انعدام شبه كامل للموارد الأساسية، حيث أصبحت مدينة هبيلا الواقعة غرب الجبال الستة وجنوب شرق مدينة الدلنج معزولة هي الأخرى منذ يناير الماضي بسبب وقوعها تحت سيطرة قوات الدعم السريع.
وأدى هذا الوضع ألى تفاقم الأزمات المعيشية في المنطقة، وأثار مخاوف من أن يتحول نقص الغذاء إلى مجاعة خلال الأشهر القادمة.