الفاشر – دارفور24
تشهد مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور منذ أسبوعين، معارك كر وفر بين الجيش وحلفائه في القوة المشتركة، وقوات الدعم السريع، مع تغيير في التكتيكات الحربية، وفق مصادر ورصد “دارفور24”.
يأتى ذلك بينما تواصل قوات الدعم السريع حشودها وتعزيزاتها العسكرية، في محاولة للسيطرة على المدينة المحاصرة منذ نحو 6 شهور.
ومنذ ابريل الماضي خاض الطرفين المقاتلين في الفاشر عدد 147 معركة فقدا خلالها العديد من القادة والكثير من الجنود، دون أن تُحسم وضعية السيطرة على المدينة.
وقالت مصادر مطلعة على الأوضاع في الفاشر، لـ”دارفور24″ أن هناك تغييرا فى التكتيكات القتالية للجيش والقوة المشتركة للحركات المسلحة المتحالفة معه، بينها اعتماد اسلوب الانسحاب من الارتكازات وفتح الصندوق القتالي “الكمين” لاستدراج قوات الدعم السريع قبل الانقضاض عليها، مما جعل أسلوب الكر والفر هى السمة الغالبة للقتال داخل المدينة.
وأشارت المصادر إلى أن جميع المحاور فى الفاشر أصبحت ساحة قتال مفتوحة واشتباكات دائرية متنقلة من محور إلى آخر، جراء عمليات الكر والفر.
وأكدت أن معارك يوم السبت الماضى، كانت الأعنف من نوعها منذ شهور وشهدت تقدمًا لقوات الدعم السريع من المحور الجنوبي فجرا نحو مركز المدينة ووصلت حتى رئاسة قوات الشرطة بالولاية الواقعة في الجزء الجنوبي لكبرى الفاشر، بعد انسحاب الجيش والمشتركة من مواقعها، قبل ان تعاود الهجوم ليلا مسنودة بالطيران والمدفعية الثقيلة أجبرت الدعم السريع على التراجع نحو أحياء “الاشلاق والكفاح وبرنحية والسلام والوحدة”.
وأكدت مصادر متطابقة لـ”دارفور24″ أن ذات السيناريو تكرر بالمحور الشرقي الذي شهد تقدما لقوات الدعم السريع حيث وصلت إلى عمق السوق الكبير وسط المدينة، والمجاور للمؤسسات السيادية بالولاية مثل المنزل الرئاسي والاذاعة والتلفزيون والاستاد الرئيسي للمدينة وقيادة الفرقة السادسة مشاة، حيث ارتكزت بـ”زريبة التبغ” وبنك الخرطوم ومسجد الفاشر العتيق.
وذكرت أن قوات الجيش والقوة المشتركة التي انسحبت من المنطقة، عادت واستردت مواقعها بعد معارك ضارية مسنودة بالمدفعية والطيران الحربى، تراجعت بعدها قوات الدعم السريع شرقا نحو الاحياء المحاذية للسوق وهى “الجيل والجوامعة وكفوت والطريفية والعظمة”.
وحسب المصادر فإن قوات الدعم السريع، حتى يوم الأربعاء، تسيطر على أحياء المحور الشرقي التى تحادد سوق الفاشر الكبير من جهة الشرق وتمتد حتى أحياء “المعهد والمصانع” وجنوبا حتى “التيمانات والسلام والصفا والوحدة” كتطور جديد في التوغل نحو عمق المدينة.
ويعد التطور الأبرز للجيش السوداني والقوة المشتركة، استخدام المدفعية بكثافة والطلعات الجوية المتكررة للطيران الحربي، حيث تقصف الأحياء الشرقية والجنوبية الواقعة تحت سيطرة الدعم السريع، بعدد يتجاوز 3 غارات يومية.
وشهد شهر أكتوبر الماضي ونوفمبر الحالي استنفار واسع للمقاتلين من القبائل من مناطق ومدن ولايات جنوب ووسط وغرب وشرق دارفور وأجزاء من كردفان للقتال مع قوات الدعم السريع في الفاشر.
وقالت المنسقية العامة للنازحين واللاجئين بدارفور، إن المئات من الأسر تصل يوميًا نحو مناطق سيطرة حركة تحرير السودان بقيادة عبدالواحد نور، في جبل مرة من مدينة الفاشر هربا من القتال بالمدينة.