الضعين: دارفور24

فتحت أزمة العلاج وارتفاع أسعار الأدوية، بشرق دارفور، الباب أمام دخول جهات مجهولة نشطت في تجارة الأدوية، بعد ان حلت مكان الوكالات الطبية المتخصصة.

وجلبت هذه الجهات كميات متعددة من الأدوية عبر الحدود الغربية والجنوبية في دارفور، وتبيعها على الأرصفة، في ظل تدهور الوضع الصحي بسبب الحرب المستمرة، والتي جعلت الحصول على جرعة دواء في غاية الصعوبة.

وارتفعت أسعار الدواء مؤخراً الى أضعاف في المنطقة بغية تعليق عمل المؤسسات العامة وخروج المرافق الصحية عن دائرة الصحة الاتحادية، وذلك في أعقاب تشكيل  قوات الدعم السريع إدارات مدنية موازية في أربع ولايات بدارفور.

غير مطابقة للمواصفات

وقال الصيدلي خالد عمر، صاحب أحد وكالات الأدوية بمدينة الضعين حاضرة ولاية شرق دارفور، إن ارتفاع أسعار الأدوية حفز تجار المواد الغذائية والوقود على جلب كميات كبيرة من الأدوية غير المطابقة للمواصفات.

وقال عمر لـ”دارفور24″ إن تجار المواد الغذائية والوقود في شرق دارفور تحولوا الى تجارة الأدوية البشرية والحيوانية، يقومون بنقل أطنان من الأدوية عبر حدود دولة جنوب السودان وافريقيا الوسطى.

وأضاف أن “هذه الأدوية غير مطابقة للمواصفات وأنّ أغلب الأدوية الموجودة الآن في الأسواق الآن غير مسجلة لدى وزارة الصحة وبعضها منتهية الصلاحية، ولا توجد في بعض المرات نشرة ارشادية داخل المنتج تشرح طريقة الاستخدام، مما يشير الى وجود غش”.

وأشار الصيدلي خالد عمر الى ظهور وكالات أدوية جديدة غير مرخصة في وزارة الصحة تعمل على شراء الأدوية من التجار وتقوم بتوزيعها على الصيدليات في  مدينة الضعين ونقل كميات ضخمة الى أسواق ولاية الخرطوم وكردفان.

أدوية فاسدة

وكانت وزارة الصحة الاتحادية نوهت في وقت سابق الى أن ولايات الخرطوم، ودارفور والجزيرة وسنار والنيل الازرق أكثر الولايات التي انتشرت بها الأدوية الفاسدة نتيجة صعوبة الرقابة عليها في ظل ظروف الحرب، محذرةً من عواقب صحية خطيرة في هذه الولايات.

من جهته أشار مسؤول سابق في وزارة الصحة بولاية شرق دارفور، “إسترط عدم ذكر اسمه، إلى ان تدفق الأدوية عبر ولاية شرق دارفور لا يمكن أن يتوقف أو تمنع الادوية من التداول في الوقت الحالى، لجهة أن معظم التجار الذين يقومون بادخالها  أسواق شرق دارفور هم ينتمون إلى قوات الدعم السريع.

وبالمقابل أشار صيدلي في محلية أبومطارق فضل عدم ذكر اسمه لـ”دارفور24” الى أن الأدوية القادمة عبر معبر “رقيبات” من دولة جنوب السودان، ذات جودة سليمة ومن أشهر الشركات العالمية، وتنقل بطريق حسب نوعية الأدوية لكنها غير مسجلة لدى وزارة الصحة السودانية.

وأضاف أن “توجه التجار في شرق دارفور للانفتاح مع جنوب السودان أوجدته الضرورة بعد أن منعت وزارة الصحة الاتحادية وصول جميع أنواع الأدوية الى ولايات دارفور التي تقع ضمن سيطرة الدعم السريع مما اضطر الصيادلة على التعامل مع وكالات طبية من دولة جنوب السودان”.

وتحدث عدد من المواطنيين لـ”دارفور24″ في مدينة الضعين، قائلين إن المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية تعطلت تماماً وخرجت من الخدمة، وتحول العلاج الى السوق الحر.

يقول المواطن محمود حران، أحد سكان محلية “ابوجابرة” جنوب شرق الضعين في حديث لـ”دارفور24″ إن المواطنيين يحصلون على أدوية الملاريا والمسكنات من الباعة يفرشونها على الأرض، ولا توجد اي فرصة حصول على أدويه موثوقة من وزارة الصحة.

وفي محلية أبوكارنكا جنوب الضعين تضاعفت أسعار الأدوية الى ثلاثة أضعاف مقارنةً بالعام الماضي، بسبب تراجع الحركة التجارية بين جنوب السودان ودارفور منع التجار من سوق النعام الذي يعتبر منفذ تبادل تجاري مهم لدخول الأدوية والمواد الغذائية.

وذكر إبراهيم محمود، أحد تجار للأدوية أن الأصناف التي يستوردونها تشمل كل أنواع الأدوية المنقذة للحياة كـ”ادوية الملاريا المختلفة، ومستلزمات الضغط والسكري، وأدوية الأطفال والمحاليل الوردية وأدوات المعامل، وأمصال السعر والثعابين”.

وقال إن نقل الأدوية الى الولاية يتم عبر العربات (اللواري) وأضاف أن هناك أدوية بشرية تحتاج الى ثلاجات حتى لا تتلف تواجه تحديًا كبيرًا للتجار في نقلها.