زالنجي ــ دارفور24
تسود مخاوف في ولاية وسط دارفور، من عدم تمكن 15 ألف طالب من الجلوس لامتحانات الشهادة السودانية المزمع عقدها نهاية العام الجاري في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش.
وتخضع 6 محليات في ولاية وسط دارفور لسيطرة قوات الدعم السريع، فيما تسيطر حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور على الثلاث محليات المتبقية.
وقال الطالب محمد أحمد أبكر لـ “دارفور24″، إنه يعاني من عدم التركيز في المذاكرة بسبب الأخبار المتضاربة هنا وهناك حول إمكانية جلوسهم للإمتحانات التي ظلوا ينتظرونه حوالي عامين كاملين.
وأشار إلى أنه يواصل مراجعة الدورس، رغم حالته النفسية غير المستقرة، لعدم يقينه بإمكانية الجلوس للامتحانات.
من جانبه، أوضح الطالب حسين آدم، وهو من إحدى مناطق جبل مرة الواقعة تحت سيطرة لحركة تحرير السودان، لـ “دارفور24” أنه ترك الدراسة وتفرغ للعمل في السوق بسبب فقدانه الأمل بإمكانية الجلوس لامتحانات الشهادة السودانية.
وأضاف: “البيئة التعليمية لا تشجع لاجتياز تلك الامتحانات، خاصة بعد هجرة عدد من المعلمين الأكفاء وتحول الكثير من المدارس في جبل مرة الى مراكز لإيواء النازحين، بجانب الظروف المعيشية القاسية التي يعانيها سكان المنطقة، والتي يصعب إمكانية دعم الطلاب ماديا ومعنويا وتهيئة البيئة للدراسة والمذاكرة، وهو ما دفعني لاتخاذ قرار دخول السوق بدلا من حجرة الامتحان”.
بدوره، أوضح الأستاذ يوسف الأمين لـ “دارفور24″، أن سبب الإرتباك يعود إلى وقوع طلاب الولاية ضحية بين ثلاث حكومات متحاربة عسكرياً وسياسياً، ولا تراعي في ذلك حقوق المواطن الضائع بينهم.
وأفاد بأن مسؤولية جلوس طلاب الشهادة السودانية تقع على عاتق الدعم السريع وحركة تحرير السودان وحكومة بورتسودان، على السواء.
وتابع: “يجب التنسيق بينها لتمكين الطلاب من الجلوس لامتحاناتهم دون النظر لأجنداتهم السياسية الضيقة، لأنم سوف يتحملون المسؤولية التاريخية في حال فشل الطلاب من للجلوس للامتحانات في الفترة التي أعلنها مدير الامتحانات بوزارة التربية والتعليم”.
وقرر وزارة التربية والتعليم عقد امتحانات الشهادة السودانية في 28 ديسمبر المقبل، على أن تعقبها امتحانات أخرى في فبراير 2025 للطلاب الذين لم يتمكنوا من الجلوس للامتحانات التي تُعقد في نهاية العام.
وقال الأستاذ يوسف الأمين إن طلاب ولاية وسط دارفور الجالسين لامتحانات الشهادة السودانية يتجاوز عددهم 15 ألف طالب وطالبة بمختلف المحليات.
وفي السياق، أكد الأستاذ أحمد أبكر جلوس الطلاب للامتحانات في الموعد المحدد لها، حيث يتم ترحيلهم إلى أقرب منطقة آمنة تُحدد في الشهر المقبل.
وقال إننا “أمام خيارين: إما أن يرحلوا للولاية الشمالية حسب ما أعلنته حكومة الولاية من بورتسودان، أو أن يتم ترحيل طلاب ولايتي غرب ووسط دارفور إلى أنجمينا بدولة تشاد”.
وكان والي الولاية الشمالية عابدين عوض الله ووالي وسط دارفور الشرتاي حسين بخيت يوسف، بحثا في أكتوبر الماضي؛ ترتيبات جلوس طلاب وسط دارفور لامتحانات الشهادة الثانوية 2023، المؤجلة بالولاية الشمالية بعد أن تتم عمليات تجميع هؤلاء الطلاب من الولايات غير الآمنة.
وأعلن والي الشمالية عن استعدادهم لتقديم كافة التسهيلات الممكنة لجلوس طلاب وسط دارفور لامتحانات الشهادة الثانوية بالولاية، مشيرًا إلى أن أكثر من 9 آلاف طالب وطالبة من ولايات السودان المختلفة سجلوا للجلوس لامتحان الشهادة الثانوية بالولاية.
وأشار والي وسط دارفور إلى أن الفترة المقبلة ستشهد تنسيقا ومتابعة بين وزارتي التربية في الولايتين لترتيب النواحي اللوجستية من السكن والاعاشة وترحيل طلاب وسط دارفور للولاية الشمالية.