شرق الجزيرة ــ دارفور24
شهدت مناطق شرق ولاية الجزيرة وسط السودان، موجات قتل ونزوح وتهجير وأعمال عنف واسعة خلال الايام الخمسة المنصرمة، أكدت مصادر قيام قوات الدعم السريع بارتكابها وسط مزاعم غير مؤكدة بوقوع حالات أغتصاب.
وتشهد منطقة شرق الجزيرة تصعيدًا كبيرًا من قوات الدعم السريع، عقب انشقاق قائد قواتها في ولاية الجزيرة أبو عاقلة كيكل وانضامه للجيش، الأمر الذى اعتبره مراقبون أشبه بالموجة الانتقامية من الدعم السريع ضد المنطقة التى ينحدر منها كيكل.
وتتضارب أرقام الضحايا وسط انقطاع لشبكات الاتصال تشهدها ولاية الجزيرة منذ أشهر، فيما رصدت “دارفور24” ارتفاع مستمر فى أعداد الضحايا وفق عدة مصادر متطابقة.
وكانت قرية السريحة الأعلى من حيث عدد القتلى، حيث أكدت لجان مقاومة الحصاحيصا مقتل 50 شخصا بقريتي السريحة وأزرق وإصابة 200 آخرين مع انعدام فى المعينات الطبية وصعوبة فى إخراج الجرحى لتعرض القريتين للحصار والتدوين من قبل قوات الدعم السريع.
وهاجمت قوات الدعم، وفق ذات المصدر، قرية السليم ريفى المحيريبا جنوب الجزيرة مرتين صباحا ومساء وقامت بقتل 6 أشخاص مما اجبر سكان القريتين على الفرار.
وبمنطقة رفاعة، أفاد بيان للجان المقاومة، قيام قوات الدعم السريع بمهاجمة المدينة حيث قامت بأقتحام المنازل بصدد السرقة والنهب كما أجبرت المواطنيبن على مغادرة بيوتهم مما دفعهم للنزوح للقرى المتاخمة لها والتى بدروها لم تسلم من الهجمات.
وقصفت قوات الدعم السريع قرية دلوت البحر وهاجمت قرى بانت وود رحوم والشقاوة والحشيشاب وقرى السيال والصقيعة، حيث بلغ إجمالي الضحايا 12 شخصا ونزح العشرات من سكان هذه القرى عنها نحو مناطق آمنة كما تقطعت السبل بالعشرات وبعضهم فقد الاتصال بذويه.
وأكدت لجان رفاعة سقوط 8 أشخاص بقرية الغنوماب وتهجير أهالي الهبيكة ووالتقر، كما أفادت بمقتل 10 أفراد بمدينة تمبول فى المرة الاولى وقوع مواجهات بين قوات الدعم السريع وفزع قبائل الشكرية بمنطقة تمبول مما أدى إلى مقتل العميد أحمد شاع الدين قائد المتحرك، كما قام سلاح طيران الجيش السوداني بقصف مستشفى تمبول وقسم الشرطة.
وأفادت تقارير بوقوع حالات أغتصاب بقرى شرق الجزيرة، فيما أعربت وحدة مكافحة العنف ضد المراة عن قلها البالغ من التقارير التى وصفتها بغير المؤكدة التى تشير إلى استخدام الدعم السريع العنف الجنسى والاغتصاب ضمن تكتياتها الحربية في شرق الجزيرة.
ويأتي هذا التصعيد، الذى تشهده منطقة شرق ووسط الجزيرة وسط السودان، فس خضم تحشيد وتسليح واستفار من قبل الطرفين.
وقرر رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان فى لقاء جمعه بوفد من قبائل الشكرية تسليح أهل المنطقة للدفاع عن أنفسهم.
وأعلن والي ولاية الجزيرة الطاهر إبراهيم حالة التعبئة العامة والاستنفار في كل مدن وقرى الولاية لكل قادر على حمل السلاح، من أجل وقف الممارسات التي تنتهجها قوات الدعم السريع.
وقال محامو الطوارئ إن قوات الدعم السريع تواصل استهداف المدنيين العزل في هجمات انتقامية عشوائية، تمارس فيها أقسى أشكال العنف، حيث استهدفت قرى كريعات وزرقة والعقدة والعبوداب والطندب وود موسى والشقلاوة، مما أسفر عن مئات القتلى.
وكشف محامو الطوارئ عن تشريد مئات العائلات في شرق الجزيرة ونزوح نحو 10 آلاف.
وشددوا على أن قوات الدعم السريع عطلت شبكات الاتصال والإنترنت بما في ذلك خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية “ستارلينك”، للتغطية على الجرائم ومنع توثيق الانتهاكات.
وانتقد محامو الطوارئ التحشيد والتسليح الذي يقوم به الجيش لبعض المجتمعات المحلية، بدعوى مقاومة قوات الدعم السريع، مما يعرض المدنيين لخطر الاستهداف المباشر ويزيد من حدة الانقسامات المحلية ويضاعف العنف.
بدورها، قالت نسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم”، إنها تتابع حملة الانتهاكات البشعة وواسعة النطاق التي استهدفت قرى “السريحة، أزرق، والتكينة” وعدد من قرى شمال الجزيرة.
وأشارت إلى أن هذه تعرضت لعمليات قتل جماعي خاصة في منطقة “السريحة”، حيث قُتل وأُصيب المئات من أهالي القرية، عقب اقتحام قوات من الدعم السريع المنطقة وشروعها في إطلاق النار صوب المواطنين. فضلاً عن أسر عدد كبير من المواطنين ومعاملتهم بصورة مهينة.
وأعربت عن قلقها وأسفها لحالة تحشيد المواطنين وتسليحهم وتحويلهم إلى مقاتلين مسلحين وإدخال البلاد في أتون حرب أهلية شاملة وتمددها في مناطق ومساحات جديدة وتضرر المدنيين المباشر من هذا التمدد المتزايد لمناطق الحرب.
وحملت تنسقية تقدم قوات الدعم السريع المسؤولية الكاملة عن الانتهاكات الضخمة التي تعرض لها المدنيين في قرى شمال وشرق الجزيرة، وطالبتها بوقف هذه الانتهاكات فورًا ومحاسبة كل مرتكبيها.