الفاشر ــ دارفور24

لم يخفي النازحين بمراكز الإيواء بمدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور غربي السودان، سعادتهم بالعمل الذي يقوم به المتطوعين بغرف الطوارئ لتقديم الوجبات الغذائية في المراكز رغم ضراوة المعارك والقصف المدفعي المكثف بين أطراف القتال بالمدينة.

وتستضيف الفاشر، وفقًا لمفوضية العون الإنساني، النازحين في 123 مركز إيواء قبل أن تتصاعد حدة المعارك في المدينة التي أجبرت نحو 328 الف للنزوح نحو مناطق طويلة وروركرو والضعين ونيالا ومليط ولجوء آخرين إلى دول الجوار.

وقالت المتطوعة بغرفة الطوارئ والتي تعمل في إحدي مراكز الإيواء في إعداد الطعام، خديجة عبد الله إبراهيم، لـ “دارفور24″، إن إرتفاع أسعار السلع الغذائية أجبر عشرات العائلات للاعتماد على المطابخ الجماعية لغرف الطوارئ وأخذ وجبات يومية لسد النقص في الغذاء.

وأشارت إلى أن المتطوعين يعملون في ظروف حرجة، حيث تتعرض حياة الكثير للموت أثناء الاشتباكات التي لا تتوقف أحيانا ليوم كامل.

وتعمل عدد من غرف الطوارئ بمدينة الفاشر ومخيم زمزم للنازحين المجاور للمدينة في تقديم المساعدات الغذائية والمياه والتثقيف الصحي وإعداد المراكز الصحية لتلقي العلاج في حالات الطوارئ ودعم المراكز بالأدوية.

وقال المتطوع بغرف الطوارئ بمدينة الفاشر زكريا عبد الرحمن لـ”دارفور24″، إن الشباب يبذلون جهودا مجتمعية لسد الفراغ في مراكز الإيواء رغم القصف المدفعي المكثف بالمدينة.

وكشف عن مقتل وجرح العشرات من المتطوعين بغرف الطوارئ خلال القصف المدفعي ومن بينهم متطوعو مركز تمباسي وتعرض مركز إيواء الإتحاد والجنوبية للقصف المتواصل منذ مايو الماضي دون توقف.

وتعمل غرف الطوارئ في حي النصر عبر غرفة طوارئ النصرات “أ،ج” وغرفة طوارئ تمباسي، في تقديم وجبات غذائية لمراكز تمباسي والجنوبية وابن سينا والاتحاد.

وتعمل غرفة طوارئ القطاع الغربي لمدينة الفاشر في خدمة الأحياء الغربية الصحافة والدرجة الأولي.

وذكر زكريا عبد الرحمن بأن بعض الغرف توقفت لأيام بسبب القصف المدفعي المكثف لقوات الدعم السريع تجاه مراكز الإيواء خاصة مركز الشهيد بالثورات والذي يقدم وجبات غذائية لعدد 80 أسرة بما يعادل 400 شخص في اماكن تجمعات النازحين ومراكز الإيواء.

ولفت إلى أن المطبخ الجماعي لحي اولاد الريف غرب يقدم الوجبات الغذائية لعدد 121 أسرة عبر مطبخ مثلث الرديف المشترك.

وناشد زكريا المنظمات الدولية لتقديم الدعم لغرف الطوارئ للقيام بدورها تجاه النازحين بمدينة الفاشر ومراكز الإيواء ومخيمات النزوح بالإقليم والسعي الحثيث لمعرفة ظروف عمل المتطوعين وتذليلها لهم.

وتعمل غرفة طوارئ الفاشر والمعسكرات في دعم الغرف بالأحياء والمخيمات والمحليات عبر دعم منظمة NRC النرويجية.

وفي مخيم أبشوك للنازحين الواقع شمال المدينة تعمل غرفة الطوارئ بالمخيم بتقديم الطعام للمجتمعات الأكثر هشاشة عبر المطبخ “أ،ب” لعدد 240 أسرة وفقًا لإدارة الإعلام بالغرفة.

وتعمل غرف الطوارئ شالا والمزارع في أقصى جنوب غرب المدينة في تقديم الوجبات الغذائية لعدد 95 أسرة بمعدل 380 فرد يقيمون داخل اشلاق الشرطة بشالا.

وتعمل بعض التكايا مثل اولاد الفاشر وبرنامج تكية الفاشر وسقيا الفاشر في دعم الوجبات والمياه للمراكز.

وأبدت هالة عبدالسلام، وهي نازحة من مدينة نيالا بمركز إيواء الجنوبية، امتنانها بعمل غرف الطوارئ ودورها في تخفيف ظروف الحياة الحرجة بالمراكز.

وقالت هالة لـ “دارفور24″إن أسرتها تعتمد في الصباح على وجبة المطبخ الجماعي بإرسال أخيها لجلب الطعام الذي يتم تنويعه يوميًا مما يرفع عن كاهل والدتها بعض العجز المالي.

وأشادت بالمتطوعين الذين يعملون في ظروف حرجة أثناء المعارك والقصف المدفعي لكنهم يقدمون الطعام للبسطاء.