زالنجي ــ دارفور24
يواجه مشروع الخبز المدعوم من المجلس النرويجي لشؤون اللاجئين في مدينة زالنجي عاصمة ولاية وسط دارفور، من بينها الندرة حيث يضطر المواطنين للاصطفاف في صفوف طويلة من أجل الحصول على حصتهم من الخبز.
وبدأ المجلس النرويجي بدعم 54 مخبزًا في مدينة زالنجي بالدقيق مقابل تخفيض سعر الخبز بنسبة 50، لتُباع القطعة الواحدة زنة 50 جرام بـ 100 جنيه بدلًا عن 200 جنيه، في مشروع يستمر لأربعة أشهر.
ولم يشمل الدعم عدد مماثل للمخابز داخل وخارج المدينة، الشيء الذي تسبب في تزاحم المواطنين في الصفوف، وأثار مخاوف بعض أصحاب المخابز التي لم تشملهم المشروع من أن يتعرضون للخسارة في حال قيامهم ببيع الخبز في الأسواق بالسعر القديم أو محاسبتهم من قبل قوات الدعم السريع أو إدارتها المدنية.
واستخدم المواطن حسين هارون المثل الشعبي “جاء يكحها عمها”، والذي يُضرب لوصف حالة شخص ما حاول تقديم المساعدة لغيره لكنه أخطأ الهدف ليتسبب في زيادة حجم المشكلة؛ للتعبير عن امتعاضه من ندرة الخبز بالأسواق بسبب مشروع دعم المخابز الذي تنفذه المنظمة النرويجية.
وقال هارون لـ “دارفور24″، إنهم “اسبشروا خيرًا صباح اليوم الأول عندما استيقظوا ووجدوا أن سعر قطعة الخبز الواحدة انخفضت للنصف وصارت بـ 100 جنيه، لكنهم تفاجئوا بانعدام الخبز بعد ساعات من السوق وجميع المطاعم”.
وأشار إلى أن أصحاب المطاعم يطالبون الزبائن بتوفير خبزهم بأنفسهم من المخابز التي تعج بصفوف المواطنين.
وأفاد بأنه يضطر للوقوف طوال ساعات النهار من أجل الحصول علي الخبز المدعوم، مما يعني توقف جميع أعماله الأخرى.
ويشتكي مواطنين من استغلال البعض للزحام في المخابز لسرقة الهواتف النقالة والأموال.
وسرق لص هاتف الشاب عبد الله آدم، أثناء وقوفه حوالي ساعتين ونصف الساعة في الشمس الحارقة.
وقال آدم لـ “دارفور24″، إنه “لم ينتبه إلى اللص الذي استغل زحام المواطنين أمام المخبز وسرق هاتفه، قبل أن يتسلل هاربًا دون أن يحس به”.
وأبدت سمية آدم، وهي امرأة مسؤولة عن إعاشة أسرتها المكونة من 6 أفراد معظمهم أطفال من عملها في سوق زالنجي، غضبها من اضطرارها للوقوف ساعات أمام المخبز من أجل الحصول على الخبز.
وقالت لـ “دارفور24″، إن الوقوف لساعات “يضعني بين خيارين أحلاهما مُر: إما حصولي على الخبز بعد طول انتظار أو فقداني للمال التي اتحصل عليه من عملي في السوق”.
وارجع صاحب مخبز مدعوم، وهو عصام عبد العزيز، طوابير المواطنين لساعات طويلة لزيادة الطلب، مما يضع المجلس النرويجي أمام مسؤولية مواصلة تنفيذ المشروع وتوسيع نطاقه بما يلبي الطلب المتزايد على الخبز.
وقال عصام لـ “دارفور24″، إن انخفاض سعر الخبز وزيادة وزن القطعة “أغرى الكثيرون لاستبدال وجبة العصيدة والكسرة باهظة التكلفة بالخبز، حيث أن سعره أصبح منخفضا مقارنة بأسعار الذرة والدخن”.
وأشار إلى أن المخابز في السابق كانت تنتج ذات الكمية، حيث يكون الخبز متوفرا حتى وقت متأخر من الليل، لكنه الآن يُباع سريعًا.
ووصف عصام تجربة الخبز المدعوم بالناجحة “طالما ستساهم في تراجع أسعار الدخن والذرة بالأسواق”، لكنه استدرك “من الصعب قياس نجاحها من أول أسبوع”.
وأفاد بأن مسؤولي المجلس النرويجي ولجان المراقبة وأصحاب المخابز، يقومون بعمل تقييم يومي، يقيسون فيه معدلات الصرف اليومي للخبز وكميات الدقيق المستهلك، وعدد المواطنين الذين لم يتحصلوا على حصصهم بالتقدير.
وسبق مشروع دعم المجلس النرويجي لشؤون اللاجئين لمخابز زالنجي، دعم مماثل في ولاية غرب دارفور.