نيالا ــ دارفور24

كشف إدارة الصحة الإنجابية بوزارة الصحة بولاية جنوب دارفور، عن وفاة 87 أم حامل فى ثلاث معسكرات نزوح بالولاية من خلال مسح ميداني أجرى فى أبريل وآخر فى أغسطس المنصرم.

وقالت مديرة قسم الصحة الإنجابية بوزارة الصحة الولائية مي محمد لـ “دارفور 24″، إن إدارتها ومنظمة أطباء بلا حدود وجمعية تنظيم الأسرة السودانية نفذوا مسح في أبريل الماضي شمل معسكرات كلمة وعطاش ودريج للنازحين، أثبتت نتائجه وفاة 70 من النساء الحوامل.

وأشارت مي إلى أن إدارة الصحة الإنجابية ناشدت وقتها منظمة أطباء بلا حدود بالتدخل العاجل لفتح مراكز لرعاية “الحوامل” فى المعسكرات المعنية، حيث جرى افتتاح مركز فى معسكر كلمة بمحلية بليل فيما يتم حتى الآن إقامة مراكز فى دريج وعطاش بنيالا شمال.

وقالت مديرة الصحة الإنجابية إن مسحا ميدانيا آخر أجرى فى أواخر أغسطس الماضي فى كل من معسكرات عطاش وكلمة ومجوك، بالتعاون مع منظمة ألايت الدولية، بلغ عدد وفيات الحوامل 17 حالة، من بينها خمسة حالات بسبب التأخير في التحويل إلى المستشفيات والبقية وفيات بالمنازل.

وأرجعت الوفيات إلى أسباب تتعلق بالنزيف الحاد بعد الولادة، إضافة لإصابتهن بـ “الأنيمياء والإكلامسيا”، علاوة على الأعمال الشاقة التى تمارسها بعض النساء الحوامل كالعمل فى كمائن الطوب والمباني من أجل توفير لقمة العيش.

نقص الإمداد

وتشكو إدارة الصحة الإنجابية بالولاية من نقص حاد فى الإمداد الدوائي والمعينات الخاصة بالصحة الإنجابية على مستوى محليات الولاية الـ “21”، بجانب انعدام سيارات الإسعاف للإحالة مما أدى الى تفاقم أوضاع النساء فى سن الإنجاب وزيادة معدلات الوفيات.

وأطلقت مديرة الصحة الإنجابية مي محمد النداء لكل المنظمات بالتدخل العاجل لتقديم الخدمات الصحية بكل محليات الولاية بتوفير الإمداد الدوائي والمعدات الطبية والتدريب المستمر للكوادر المقدمة للخدمة.

تشوهات

وأشارت إدارة الصحة الإنجابية إلى ظهور تشوهات لبعض الأطفال حديثي الولادة ناتجة عن إفرازات الحرب بجانب وجود حالات إجهاضات كثيرة.

وقالت مي محمد إن إدارتها تعمل حاليا على مكافحة العدوى فى المؤسسات الصحية كواحدة من الأسباب الرئيسية التى تؤدى إلى وفيات الأمهات والأطفال حديثي الولادة.

وأشارت إلى أن تحدثوا مع أطباء بلا حدود التى تعمل مستشفى نيالا وقسم الولادة فيما يخص التلوث البيئى وضرورة صيانة العنابر مع إنشاء غرفة لحديثي الولادة بكامل معداتها للحد من الوفيات وانتشار العدوى لكن الخطوة لم تتم حتى اللحظة.

وكشفت إدارة الصحة الإنجابية عن تلقيها بلاغات بتسجيل وفيات وسط الأمهات بمناطق “الحمراية والقردود” بمحلية مرشنج، نتيجة لتأخر الإحالة بسبب الترحيل مع ضعف الخدمات المقدمة.

وقالت مى محمد إن إدارتها قامت ببعض التدخلات مع منظمة ألايت لفتح مراكز لطوارئ الحمل والولادة بالولاية وتنفيذ ورش توعوية تنشيطية للقابلات والكوادر الطبية العاملة بالمستشفيات والمراكز الصحية حول “طوارئ الحمل والولادة والإحالة إلى المشافي بجانب مكافحة العدوى والإنعاش الوليدي”.

وتدير منظمة أطباء بلا حدود تشغيل مستشفى نيالا التعليمى فى أقسام الولادة والأطفال بجانب الحوادث علاوة على تشغيل مستشفى محلية كاس الواقع على بعد 86 كيلو متر شمال غربي مدينة نيالا.

وذكرت منظمة أطباء بلا حدود، فى تقرير يوم الأربعاء الماضي، أن النساء الحوامل والأطفال حديثي الولادة يموتون بمعدلات مخيفة، حيث سجلت 46 حالة وفاة وسط الأمهات فى مستشفيين تدعمهما وذلك فى الفترة من يناير وحتى أغسطس، و48 حالة وفاة لحديثي الولادة فى ذات المشفيين من يناير وحتى يونيو.

وتعرض مقر إدارة الصحة الإنجابية بوزارة الصحة بجنوب دارفور لتخريب ونهب شامل للأسطول الحركى والإمداد الدوائي والأجهزة والأثاثات منذ بداية الحرب بين الجيش والدعم السريع بنيالا منتصف أبريل من العام 2023م.

ونتيجة لذلك وإطالة فترة الحرب بالولاية، واجهت النساء فى سن الإنجاب أشد أنواع المعاناة وبعضهن توفوا لعدم توفر الرعاية الصحية فى القري وبعض المحليات مع صعوبة الوصول الى نيالا وقتها.

ولم تتمكن إدارة الصحة الإنجابية بالولاية تقييم الوضع بمحليات الولاية الـ 21، نظرًا لتعطل شبكات الإتصالات وعدم توفر سيارة لتسجيل زيارات ميدانية للمحليات وعدم توفر ميزانية مالية.