الدلنج: دارفور24
كشفت مصادر من مدينة الدلنج جنوب كردفان، عن وفاة خمسة أطفال أشقاء تتراوح أعمارهم بين العامين إلى العشرة أعوام، يوم الأربعاء، نتيجة إصابتهم بتسمم غذائي، بعد تناولهم وجبة غذائية من الحشائش.
وتأتي هذه الحادثة التي وصفتها المصادر بـ”المأساوية” كجزء من أزمة متفاقمة تعيشها مدينة الدلنج، حيث يعاني السكان من المجاعة وسوء التغذية، في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية والحصار الناتج الحرب الدائرة.
وقال مصدر طبي لـ”دارفور24″، إن مستشفى الدلنج استقبل حالات تسمم غذائي لخمس أطفال من أسرة واحدة، اثنان منهم توفيا في المنزل قبل وصولهما إلى المستشفى، بينما توفي الأطفال الثلاثة الآخرون لاحقًا رغم محاولات الإسعاف، نظرًا لوصولهم في حالة متأخرة للغاية.
وأوضح المصدر أن الأطفال ظهرت عليهم أعراض التسمم بعد تناول وجبة غذائية يعتقد أنها مشتقة من نبتة برية محلية تعرف باسم “بن بلاش”، التي يلجأ إليها السكان كبديل غذائي بسبب نقص الطعام.
وأضاف أنه “تزايدت في الآونة الأخيرة حالات التسمم الغذائي بين الأطفال في مدينة الدلنج، حيث يلجأ السكان إلى تناول نباتات برية مثل “بن بلاش”، وذلك كوسيلة غذائية في مواجهة المجاعة التي تفتك بالمنطقة”.
وأكد المصدر أن هناك ارتفاعًا مقلقًا في معدلات الوفيات بين الأطفال، مشيرًا إلى أن الوضع في المدينة يزداد سوءًا يومًا بعد يوم.
وأضاف أن “المستشفيات المحلية تفتقر إلى المعدات والإمدادات الطبية اللازمة للتعامل مع هذه الحالات المتزايدة من التسمم وسوء التغذية، ما يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة”.
وحذر المصدر من أن آلاف الأطفال في الدلنج الولاية بشكل عام على شفا المجاعة، مؤكدًا أن الوضع الغذائي والصحي بات كارثيًا، وأنه لا يمكن تجاهل الخطر المحدق بهؤلاء الأطفال، وفق قوله.
وتواجه مدينة الدلنج الحصار من قبل قوات الدعم السريع والحركة الشعبية شمال من جميع الاتجاهات منذ يناير المنصرم، مما خلق أزمة في الغذاء والدواء لعدم القدرة على ايصالها للمدينة.
وتسيطر قوات الدعم السريع على مدينة الدبيبات 30 كيلومتر شمال مدينة الدلنج، وهبيلا ٢٥ كيلو شرق المدينة، فيما تسيطر الحركة الشعبية على الطريق الممتد من قرية حجر الجواد 15 كيلو جنوب الدلنج حتى الكرقل 65 كيلو جنوبًا.