الدلنج: دارفور24
دعا ناشطون في مدينة الدلنج جنوب كردفان، إلى وقف الحرب وإحلال السلام، وذلك لأجل انقاذ حياة المئات الذين يواجهون نقص الغذاء والعلاج بالمدينة المحاصرة.
وتشهد مدينة الدلنج هذه الأيام احتفالات بمناسبة اليوم العالمي للسلام نظمتها عدد من الجمعيات الشبابية، طالبت بوقف الحرب المستمرة وإنهاء الحصار المفروض على المدينة.
وقال ناشطون لـ”دارفور24″ إن الاحتفالات جاءت كجزء من مساعي تعزيز مفهوم السلام والتوعية بضرورة إنهاء النزاعات وتعزيز السلم المجتمعي، من خلال نشر قيم الحوار في ظل الأوضاع الصعبة التي تعيشها المدينة.
وقالت ماريا أبوزيد إدريس، ممثلة رئيس جمعية شباب الدلنج للسلام والتنمية، لـ”دارفور24″، إن الاحتفال باليوم العالمي للسلام يهدف إلى توعية الشباب بمفهوم السلام، نبذ العنصرية، وتعزيز استخدام طرق الحوار لحل النزاعات.
وأضافت أن “الجمعية تسعى إلى تعزيز السلام المجتمعي من خلال خلق بيئة من الاحترام المتبادل، وهو ما يؤدي إلى تحقيق تنمية مستدامة وأمان اجتماعي”.
وأوضحت ماريا أن الأنشطة التي تمت خلال اليوم شملت مسيرة للشباب بالثياب البيضاء، رمزًا للسلام، بالإضافة إلى جلسة دعم نفسي مع اختصاصيين نفسيين، وألعاب ومسابقات لتعزيز روح الجماعة، كما تم عرض فيلم سينمائي يعزز قيم السلام، بجانب فعاليات ثقافية متنوعة مثل الغناء الشعبي والمسرح وجلسات حوارية حول مفهوم السلام.
وأكدت ماريا أن هنالك عدة دوافع لوقف الحرب، أبرزها التدهور الكبير في النظام الصحي الذي أدى إلى غياب الأدوية المنقذة للحياة، بجانب ارتفاع أسعار الاحتياجات الأساسية وحالات سوء التغذية التي وصلت إلى حد الوفاة بسبب الجوع، فضلًا عن تراجع الأهداف المرتبطة بالتنمية المستدامة، وخاصة فيما يتعلق بالتعليم والأمن المجتمعي.
من جانبها، قالت أساور محمد بخيت، ممثلة مجتمع الحوار المستدام، لـ”دارفور24″ إن الاحتفال باليوم العالمي للسلام جرى بدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية تحت شعار “السلام يجمعنا وتنوعنا يقوينا”.
وأشارت إلى أن الفعاليات بدأت بحملة إعلامية انطلقت في 19 سبتمبر، تضمنت نشر “هاشتاق” خاص وملصقات ومقالة حول السلام، وستستمر الحملة حتى 28 سبتمبر.
وتابعت أساور تم تنظيم منتدى بعنوان “دور الشباب في بناء السلام”، إضافة إلى جلسات حوارية تحت عنوان “صنع السلام في المجتمعات”، بمشاركة رجال الدين المسيحي والإسلامي وأساتذة جامعيين وشخصيات مؤثرة في المدينة. كما تضمنت الفعاليات مسابقة للرسم ومعرضًا تشكيليًا يضم لوحات تعبر عن السلام، إلى جانب عروض موسيقية وكتب متعلقة بالسلام.
ودعت إلى وقف الحرب وإنهاء الحصار المفروض على مدينة الدلنج، والذي أدى إلى انعدام المواد الغذائية والأدوية، وتفاقم حالة الفقر بين المواطنين.
وذكرت أن حركة السفر من وإلى المدينة أصبحت متوقفة، ما يتطلب ضرورة فتح الطرق والمسارات الآمنة لإيصال المساعدات الإنسانية والأدوية، خاصة في ظل معاناة الأطفال الذين يعيشون أسوأ حالات سوء التغذية، وفق قولها.
وأفادت أساور بأن ثلاثة أطفال توفوا قبل يومين نتيجة سوء التغذية.
ولفتت إلى أنه “رغم الظروف الصعبة التي تعيشها مدينة الدلنج نتيجة الحرب والحصار، إلا أن الجمعيات الشبابية استطاعت أن تجمع الشباب في احتفال اليوم العالمي للسلام، مؤكدين على أهمية السلام والتعاون لتحقيق الاستقرار والتنمية، حيث تعكس هذه الأنشطة روح الأمل والتطلع إلى مستقبل أفضل”.