زالنجي ــ دارفور24

شكا مزارعون في المساحة الزراعية الممتدة بين منطقتي مارا وسولو بمحلية أزوم غرب زالنجي عاصمة ولاية وسط دارفور، من انتشار آفة الماسح المعروفة محليًا بـ “أم شرابة”.

وتتغذى آفة الماسح على زهرات المحاصيل، خاصة البامية والذرة والدخن والسمسم، الشيء الذي يتسبب في فشل الإنتاج الزراعي.

وقال المزارع آدم أبكر، لـ “دارفور24″، إنه “ظل وأسرته منذ أكثر يوليو الماضي يعملون بجد، من أجل الحصول نهاية الموسم على كفايتهم من الذرة والدخن والفول والويكة، بما يعوضهم من خسارة حصاد الموسم الماضي جراء تعرضه للنهب داخل معسكر الحصاحيصا”.

وأضاف: “رغم الحماس والعمل المتواصل والأمان الذي صاحب الموسم، والتفاؤل الذي ساد وسط المزارعين بغزارة الأمطار وعدم تعرض الزارعة للتخريب من قبل المواشي، إلا أنهم تفاجئوا بإنتشار حشرة أم شرابة الفتاكة”.

وأشار إلى أنهم يحاولون البحث عن حلول لإنقاذ مزارعهم، غير أن غياب وزارة الزراعة ومنظمة الأمم المتحدة للزراعة والأغذية “الفاو” التي كانتا تستجيبا لمثل هذه الآفات، جعلهم “لا يدرون أي الأبواب سيطرقونها لإيجاد الحل”.

بدورها، قالت المزارعة حواء عيسى بحسرة: “تركت كل شيء وصرت أعمل منذ الإنتهاء من الحشاشة، في قتل الحشرة بكل السبل، لكن اليد الواحدة لا تصفق، تقتل ألف تجد آلاف أخرى تنزل خلفك على البامية”.

وتابعت: “نخشى أن تتواجد لحين خروج قناديل العيش فتقضي عليها أيضاً، لذلك نبذل جهدنا لإنقاذ الموقف قبل فوات الأوان”.

وأوضح المرشد الزراعي عثمان لـ “دارفور24″، أن حشرة الماسح تعتبر من أخطر أنواع الآفات الزراعية بعد الجراد، حيث تتمثل خطورتها في أنها تتغذى على زهرات المحاصيل، قبل تكوين البذور أو الثمار.

وقال إنه في الظروف الطبيعية كانت وزارة الزرعة تقوم برش المزارع بالطيران لتغطية المساحة الذي تنتشر فيها الآفة للقضاء عليها، لكن في ظل استمرار الحرب وتعطل عمل المؤسسات الفنية، يصعب إبادة الآفة.

وتخوف عثمان من فشل الموسم في حال ظهور مثل هذه الآفات التي لن تترك للمزارع شيئًا يمكن حصاده نهاية الخريف.

من جانبه، قال وكيل عمدة مدينة زالنجي نجم الدين الزبير خميس لـ “دارفور24″، إن “فشل موسم هذا الخريف، سيتسبب في هلاك غالبية سكان الولاية الذين علقوا كل آمالهم على نجاح موسم الخريف، لينجدهم من الغلاء والجوع الذي بات يهدد حياتهم في ظل الأوضاع المعيشية والإنسانية الصعبة التي يعيشها المواطن في كل مناطق ولاية وسط دارفور”

وطالب المنظمات الإنسانية وكل الجهات المسؤولة تقديم يد العون للمزارعين الذين يمثلون خط الدفاع الأول في مواجهة الجوع وتحقيق الاستقرار المعيشي لكل سكان الولاية.