أبو كرشولا ــ دارفور24
كشف متطوع بغرفة طوارئ محلية أبو كرشولا بجنوب كردفان، الأحد، عن وفاة ما يزيد عن 57 طفلًا بسبب سوء التعذية، وسط زيادة مخيفة في عدد الحالات وتوقف مراكز التغذية بالمحلية.
وقال منسق عام غرف الطوارئ في محلية أبو كرشولا، عبد العال محمد أحمد، لـ “دارفور24″، إن “الأوضاع الإنسانية في المنطقة تتدهور بسرعة، حيث تم تسجيل أكثر من 57 حالة وفاة لأطفال يعانون من سوء التغذية منذ يونيو حتى سبتمبر الحالي”.
وتابع: “الأطفال هم الفئة الأكثر تضررًا من آثار الحرب الدائرة، حيث يعيشون بلا غذاء كافٍ أو مياه صالحة للشرب، ويفتقرون إلى الرعاية الصحية اللازمة”.
وأشار إلى تزايد حالات سوء التغذية وسط الأطفال في كل مناطق المحلية، حيث بلغت في مدينة أبو كرشولا 430 حالة منها 102 حالة سوء تغذية حاد.
وأفاد بأن عدد حالات سوء التغذية في إدارية أم بركة وصلت إلى 277 حالة منها 81 حالة سوء تغذية حاد، فيما بلغت الحالات في منطقة الفيض أم عبد الله 312 حالة منها 116 حالة سوء تغذية حاد، بينما بلغت الحالات في إدارية أم برمبيطة 450 حالة منها 155 حالة سوء تغذية حاد.
وتحدث الموضوع عن شح شديد في الأدوية في وقت توقفت المنظمات الإنسانية عن دعم المراكز الصحية والمستشفيات بسبب الوضع الأمني، حيث أصبحت حالات سوء التغذية بمثابة مأساة حقيقية تهدد حياة هؤلاء الأطفال.
وتابع: “كانت هناك مراكز لعلاج سوء التغذية مدعومة من منظمة رعاية الطفولة، لكن بسبب الوضع الأمني تخلت المنظمة عن المنطقة تمامًا. أصبح الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية مهددين بخطر الموت، ويعيشون في ظروف مأساوية للغاية، وسط انعدام الأدوية ومواد التغذية الأساسية”.
وفي سياق متصل، أشار عبد العال إلى أن النازحين يعيشون أوضاعًا كارثية في محلية أبو كرشولا، حيث يقدر عددهم بحوالي 8,816 نازحًا.
وإضاف: “هؤلاء النازحون لا يستطيعون الحصول على الغذاء الكافي أو المياه الصالحة للشرب، ولا حتى الرعاية الصحية الضرورية، خاصة مع هطول الأمطار بشكل متكرر، مما ساهم في انتشار الأوبئة والأمراض المعدية مثل الكوليرا والملاريا وحمى الضنك”.
وتابع: “كان هناك ثلاث مطابخ تخدمهم، مثل المطبخ المركزي في أبو كرشولا الذي يغطي حوالي 540 أسرة، ومطبخ الفيض الذي يغطي حوالي 320 أسرة، ومطبخ أم بركة الذي يغطي حوالي 400 أسرة. ولكن هذه المطابخ توقفت عن العمل بسبب عدم توفر الدعم”.
وأثر النزاع بين الجيش وقوات الدعم السريع وحلفاءهما على المواطنين كثيرًا، حيث فقد معظمهم أعمالهم التجارية ووظائفهم مما جعل أكثر من نصف السكان يعانون من الجوع الشديد، وفقًا للأمم المتحدة.