زالنجي ــ دارفور24
أتت فاطمة حامد إسحق إلى مدينة زالنجي عاصمة ولاية وسط دارفور، بعد توقف الخدمة العلاجية شبه المجانية التي كانوا يتلقونها قبل الحرب في منطقتها، بعد أن داهم مسلحين المركز ونهبوا كل الأدوية.
وقالت فاطمة، لـ “دارفور”، إننا “صارنا، منذ نهب المركز الصحي، نشتري الدواء من السوق الأسود مثلها مثل السكر والشاي، وكل مرة تزداد أسعار الأدوية وفقاً لأمزجة الصيادلة”.
وأشارت إلى أنها وصلت إلى زالنجي لترافق طفلتها المريضة، بعد أن صرفت كل ما تملك في شراء الأدوية العشوائية من السوق بثمن باهظ جدًا، وذلك لفرار الأطباء من الريف بسبب الحرب، وتركهم المجال للمغامرين بأرواح الناس من من سلكوا المجال بدافع الربح، أغلبهم درسوا كورسات إسعافات أولية فقط.
وأضافت: “بعد أن يئست من الوصول إلى الحل، حملت طفلتي وجىت بها إلى مستشفى زالنجي، وقابلت أطباء من منظمة أطباء بلاحدود الذين قاموا باللازم، حيث اتضح بأن الطفلة كانت تعاني من سوء التغذية فقط رغم أنها استخدمت أدوية الملاريا والالتهابات والتايفويد وعلاجات أمراض أخرى”.
وتعد فاطمة واحدة من الآلاف من سكان وسط دارفور الذين يعانون من ارتفاع جنوني لأسعار الأدوية خاصة المنفذة للحياة وعلاج الملاريا والالتهابات والإسهالات ورمد العيون، بسبب توقف التمويل الدوائي من وزارة الصحة وخدمة التأمين الصحي.
وقال المواطن محمد أبكر إن مشكلة ارتفاع أسعار الأدوية تكمن في انسحاب كوادر وزارة الصحة من الولاية والمحليات، وتركهم المسؤولية للمتطوعين الذين جاءوا أغلبهم من خارج الحقل الصحي.
وأشار، في حديث لـ “دارفور”: “صار المتطوعين هم المسؤولون عن إدارة الشأن الفني والإداري في المستشفيات، وهو سبب تدهور الخدمات داخل المستشفيات مما دفع المواطن للجوء إلى المستوصفات والسوق الأسود بحثًا عن العلاج”.
وأوضح الكادر الطبي العامل في مستشفى زالنجي حسن عبد الله، لـ “دارفور24″، بأن توقف خدمة التأمين الصحي ضاعفت معاناة المواطن.
وأفاد بأن خدمة التأمين الصحي كانت تتحمَّل التكلفة الأكبر من سعر الدواء، حيث أدى توقفها إلى ارتفاع أسعاره، إضافة لأزمة ندرة النقد الورقي في السوق الذي صعَّب على المواطن توفير تكلفة المعيشة والعلاج.
وقال حسن أن سعر شريط (الكوارتم) المعالج للملاريا المنتشر بكثافة في فصل الخريف وصل في سوق زالنجي لمبلغ(2500) جنيه بينما كانت يعطي مجانا في المستشفيات قبل الحرب، كما زادت سعر أنبولة (الكينين) للملاريا الحادة لتصل مبلغ (2000) جنيه بينما كانت بمبلغ(500).
وذكر أن سعر حقنة (الارتوسنيت) ارتفع لتصل مبلغ (3000)جنيه، أما علاجات الالتهابات المنتشرة بكثافة وسط الأطفال هذه الأيام فأسعارها أعلى بكثير، حيث يصل سعر ( السامكسون) لمبلغ (3000) جنيه، بينما وصل شراب (الأومكلان) مبلغ(4000)، بينما وصل سعر قربة الدرب الواحد في سوق زالنجي لمبلغ (4000) جنيه.
وأرجع حسن هذا الارتفاع إلى الفراغ الإداري والفني والمهني الذي تركته وزارة الصحة وانسحاب كوادرها الطبية والإدارية عن المستشفيات والمراكز الصحية بالولاية ومحلياتها.
بدوره، ذكر الطبيب علي عثمان من مركز صحي بندسي، لـ “دارفور24″، أن أخر علاج تسلمه للمركز كان في مارس 2023.
وأضاف: “بعد إنتهائها من المركز اكتفيت بالتشخيص فقط، حيث يضطر المرضى لشراء الدواء من السوق الأسود، وهذا ذات حال المستشفى التي انعدمت فيها الأدوية التي كان يتلقاها المرضى مجانا”.