بورتسودان ــ دارفور24

قال مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم، الأحد، إن النظام الصحي في السودان وصل إلى مرحلة الانهيار، داعيًا العالم لعدم خزلان الشعب السوداني.

وأعرب مدير منظمة الصحة العالمية، في مؤتمر صحفي بمدينة بورتسودان، عن صدمته إزاء أوضاع الأطفال الذين التقاهم في السودان.

وتابع: “السودانيين يعانون من مجموعة متكاملة من الأزمات منها استمرار الصراع وأكبر أزمة نزوح في العالم والمجاعة التي ضربت بعض المناطق”.

وأشار إلى أن المعلومات المتوفرة عن قتلى الحرب في السودان، تفيد بأن الرقم تجاوز الـ20 ألفاً في النزاع المستمر بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وذكر تيدروس أن 25.6 مليون شخص في السودان- أي أكثر من نصف عدد السكان- يُتوقع أن يواجهوا مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وزار دكتور تيدروس، أمس السبت، منشأة صحية مدعومة من منظمة الصحة العالمية لعلاج الأطفال في بورتسودان تقدم رعاية منقذة للحياة للرضع المصابين بسوء التغذية الحاد.

وقال إنه صُدم من وضع الكثير من الأطفال الصغار الذين يعانون من الهزال ومن الشهادات المروعة التي روتها أمهاتهم اللاتي نزحن عدة مرات بسبب انعدام الأمن والآن يشعرن بالامتنان “لأنهن وجدن ملاذا في هذه العيادة”.

وحذر تيدروس من تفشي الأمراض مثل الكوليرا والملاريا وحمى الضنك والحصبة مع مخاطر مرض إمبوكس (جدري القردة).

وقال: “يبدو أن المجتمع الدولي قد نسي السودان، ولم يعد يولي اهتماما كبيرا بالصراع الذي يمزقه وعواقبه على المنطقة. لهذا السبب جئت إلى السودان”.

وحذر مدير منظمة الصحة العالمية من هول نطاق الأزمة والعمل غير الكافي لمواجهة الصراع والاستجابة للمعاناة التي يتسبب فيها.

وقال إن ذلك يتجسد في المستويات غير الكافية للتمويل، والعدد الكبير للهجمات على منشآت الرعاية الصحية- التي تعدت المئة- والاعتداءات على عمال الإغاثة الآخرين والمدنيين، وعدم القدرة على تأمين الوصول الإنساني بدون عوائق عبر الحدود وعبر الخطوط الأمامية للصراع.

ودعا تيدروس العالم إلى “الاستيقاظ ومساعدة السودان على الخروج من الكابوس الذي يمر به”. حيث حدد عددا من المطالب أولها الوقف الفوري لإطلاق النار الذي يؤدي إلى حل سياسي دائم، وقال إن “السلام هو أفضل دواء”.

ودعا إلى حماية المنشآت الصحية والعاملين في المجال الطبي والمرضى، والوصول المستدام للإمدادات والمساعدات، وتوسيع نطاق الكشف عن الأمراض، وزيادة تغطية التحصين ضد الكوليرا وشلل الأطفال والحصية وغيرها من الأمراض في المناطق المتضررة. وطالب بزيادة التمويل من المجتمع الدولي بشكل هائل لتعزيز الاستجابة.

وقال إن ذلك سينقذ الملايين، ومعظمهم من النساء والأطفال، الذين يعيشون على حافة البقاء على قيد الحياة، ويوفر الهدوء الذي يحتاج إليه بشدة ويستحقه جميع الناس. وشدد على ضرورة عدم خذلان شعب السودان

ورافقت تيدروس خلال الزيارة، حنان بلخي المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط؛ حيث التقيا عددا من الشركاء الذين يقومون بالاستجابة.

ودعا المسؤولان إلى توسيع نطاق العمل بشكل عاجل لتوفير مزيد من الموارد والوصول الإنساني للمساعدات والأمن لعمال الإغاثة والعاملين في المجال الصحي والمرضى.