زالنجي ــ دارفور24
لم تجد العاملة بوزارة التربية والتعليم بولاية وسط دارفور، ماجدة يوسف حسين، غير اللجوء إلى مقايضة كامل راتبها الشهري، بمواد تموينية مع أحد التجار في سوق زالنجي، لتجنب دفع نسبة 25% لخدمة تطبيق بنكك التي حولها سماسرة المضاربات إلى سلعة تجارية.
وقالت ماجدة لـ “دارفور24″، إنها تعتقد في حال قبولها بدفع نسبة 25% من قيمة الأموال في تطبيق بنكك التابع لبنك الخرطوم إلى أوراق نقدية بمثابة “الاشتراك في الربا”.
وأصبحت معظم مؤسسات الدولة ترسل الرواتب الشهرية للعاملين في تطبيق بنكك الذي يعتمد عليه قطاع عريض من السودانيين في التحويلات البنكية.
وتشهد مدينة زالنجي أزمة في الأوراق النقدية منذ بداية يونيو السابق، مما أدى إلى خلق نوع تجاري جديد بعد تحوَّل العديد من التجار مجالهم في بيع وشراء البضائع العينية إلى بيع وشراء النقود، مبررين ذلك لزيادة وسرعة الربح يقوم التاجر بشراء النقود نهاية كل يوم عبر تحويل خدمة بنكك بنسبة ضئيلة من تجار البضائع الاستهلاكية، ليعود ويبيعها صباح اليوم التالي بنسبة أعلى.
وبدأت التجارة بحسب إسحق عثمان، وهو أحد تجار العملة في تصريح لـ “دارفور24″، عندما رفض التجار التشاديين في معبر أدري الحدودية حيث يستورد منهم تجار زالنجي غالبية السلع المتداولة فى أسواق وسط دارفور، التعامل عبر خدمة بنكك تخت مبرر زيادة قيمة استبدال الفرنك التشادي مقابل الجنيه السوداني.
وأضاف: “رغم تلاشي السبب الأول، إلا أن نسبة طلب الأوراق النقدية استمر في زيادة مطردة، وذلك لبروز نوع جديد من التجارة التي تعود بأرباح فورية وكبيرة ومضمونة ليست كأرباح البضائع العينية التي تحتاج لمجهود ووقت أكبر وغير مضمونة”.
من جانبه، أوضح المواطن علي إسماعيل بأن ارتفاع نسبة التحويل من بنكك للأوراق النقدية بهذه الصورة سيزيد من معاناة المواطن، حيث تسبب ذلك فى ارتفاع السلع وتفاوت سعر السلع الواحد بين تاجر لآخر في نفس السوق، خاصة في حالة الشراء عبر تطبيق بنكك الذي يرفضه غالبية التجار.
وقال إن العديد من التجار وأصحاب الصيدليات بسوق زالنجي أوقفوا التعامل عبر خدمة بنكك واعتمدوا البيع بـ “الكاش”.
وتابع: “تداول هذا النوع من التجارة حرام لأنه ربا، والتجار استغلوا غياب الرقابة القانونية في ظل تراجع الوعي الديني”.
وخصص أئمة مساجد زالنجي، خطب الجمعة الماضية، لمناقشة هذه الظاهرة التى جزم الكثيرون منهم على أنها ربا محرم بنص القرآن والسنة، إلا أن التجار لم تصرفهم تلك الخطب عن مواصلة تجارتهم وزيادة نسبة تحويل بنكك حتى وصل لنسبة 25%.
بدوره، قال خبير المنظمات الإنسانية يوسف إسماعيل، إن هذه الظاهرة دفعت برنامج الغذاء العالمي لبدء برنامج توزيع الكبونات على النازحين والمواطنين في الأحياء اعتبارًا من الأسبوع القادم لتسهيل حصولهم على احتياجاتهم اليومية من الأسواق عن طريق دفع الكبونات كقيمة نقدية بدلاً من العملة، حيث تعاقد مع تجار المواد التموينية لتنفيذ المشروع.
وتوقع أن تغير الخطوة مسار سوق زالنجي لأنه سيسهم في تراجع حاجة المواطن للعملة النقدية مما سيقلل من قيمة التحويلات، وبالتالي سيجبر تجار وسماسرة العملة لإنزال نسبة الخصم من خدمة بنكك حسب تصوره.