كادقلي ــ دارفور24
تمضي أوضاع كادقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان إلى تدهور مستمر، جراء الحصار المفروض عليها من الحركة الشعبية ــ شمال، حيث بات الكثير من سكانها يعتمدون على أوراق الشجر والخضار كغذاء رئيسي.
وقال عضو غرفة طوارئ كادقلي، أمجد حاكم، إن كادقلي تعيش وضع إنساني حرج وأزمة اقتصادية خانقة، حيث أصبحت المدينة منعزلة تمامًا عن السودان بسبب إغلاق الطريق القومي من قبل القوات المتحاربة، مما أدى إلى انقطاع إمدادات المواد الغذائية والإمدادات الطبية الأساسية.
وأفاد، في تصريح لـ “دارفور24″، بأن المدينة تعاني من نقص حاد في المواد الغذائية، والتي أصبحت تصل فقط من دولة جنوب السودان عبر سوق النعام.
وتابع: “الأوضاع الإنسانية تدهورت بشكل كبير، حيث يواجه المواطنون صعوبات بالغة في الحصول على الطعام. الأسعار في المدينة وصلت إلى مستويات خيالية، مما جعل الحياة اليومية شبه مستحيلة للسكان. وفي ظل هذه الظروف، اضطر أكثر من 50% من سكان المدينة إلى الاعتماد على أوراق الشجر والخضار كطعام”.
وأكد حاكم على أن كادقلي تحتضن ا آلاف النازحين من داخل وخارج المدينة، يقيمون في11 مركز إيواء رئيسي في المدينة، تستوعب حوالي 3,967 أسرة بعدد أفراد يبلغ حوالي 21,110 شخصًا، كما توجد نحو 189,593 أسرة في المجتمع المستضيف، يبلغ عدد أفرادها 1,137,559 شخصًا.
وكشف عن ارتفاع كبير في نسبة الأطفال المشردين الذين تجاوز عددهم 4,000 طفل، وهم يهيمون في الأسواق بحثًا عن الطعام، فيما يعاني أكثر من 2,000 طفل من سوء التغذية، ما يفاقم الأزمة الإنسانية في المدينة.
واكد مسؤول في الرعاية الاجتماعية بولاية جنوب كردفان تزايد أعداد المشردين والمتسولين بمدينة كادقلي.
وقالت مصادر طبية لـ “دارفور24″، إن الوضع الصحي في المدينة تدهور بشدة في ظل النقص الحاد في الأدوية والمحاليل الطبية، وعدم توفر الأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة.
ويعمل مستشفى الأطفال كادقلي ومستشفى كادقلي التعليمي والتأمين الصحي فقط من جملة المستشفيات في المدينة، كما جرى إغلاق مركز غسيل الكلى منذ أكثر من ثلاث أسابيع، ما أدى إلى توقف علاج مرضى الفشل الكلوي، علاوة على توقف علاج مرضى الدرن بسبب عدم توفر وجبة غذائية للمريض.
وقال تاجر فضل حجب اسمه لـ “دارفور24″، إن أسعار المواد الغذائية والوقود ارتفعت بشكل جنوني.
وأشار إلى أن سعر ملوة القمح بلغ 16,000 جنيه سوداني، وملوة الزرة 12,000 جنيه، فيما ارتفع سعر ملوة البصل إلى 20,000 جنيه.
وتابع: “مع هذه الأسعار الباهظة، فإن المواطن العادي لا يملك المال الكافي لتأمين حتى نصف وجبة يومية”.
وأكد مسؤل حكومي لـ “دارفور24″، على أن مدينة كادوقلي كانت تستقبل ما يزيد عن عشر شاحنات محملة بالبضائع والمواد الصحية يوميا، لكنها أصبحت تستقبل أقل من 5 شاحنة من سوق النعام الحدودي مع دولة جنوب السودان، بسبب قفل طريق الدلنج – كادوقلي والدلنج – الدبيبات.