كسلا: دارفور24

شيعت جماهير غفيرة في مدينة كسلا، اليوم الاثنين، الشاب الأمين محمد نور، الذي قتل بالتعذيب داخل معتقلات جهاز الأمن والمخابرات بالمدينة الواقعة شرق السودان.

ويأتي تشيع جثمان الفقيد بعد أن رفع جهاز الأمن والمخابرات، الحصانة عن 5 من عناصره بينهم ضابط،ـ متورطون في اعتقال وتعذيب “الأمين” حتى الموت.

وأظهرت مقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي حضور جمع غفير من المواطنين لتشييع جثمان القتيل، بعدما استجابت السلطات للضغط الشعبي وألقت القبض على المتورطين في تعذيبه وقتله.

وكان تجمع شباب البني عامر والحباب بولاية كسلا، أعلن أن النيابة العامة قد باشرت التحريات الأولية مع 5 متهمين بتعذيب ومقتل الشاب الأمين محمد نور، داخل معتقلات جهاز الأمن، بينهم ضابط وأربعة أفراد.

وأشار إلى أنه وبناءً على ذلك، تم رفع المتاريس من الشوارع العامة لإفساح المجال أمام القانون ليأخذ مجراه الطبيعي لتحقيق العدالة، مطالبًا بإقالة مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني بالولاية، لتحمله المسؤولية.

ووجدت حادثة تعذيب ومقتل الشاب الأمين داخل معتقلات جهاز الأمن رفضًا واسعًا، وفجرت غضبًا واحتجاجات شعبية أغلقت الطرق امام مقر جهاز الأمن يوم الأحد كما أغلق التجار سوق المدنية بناءً على دعوة تجمع شباب البني عامر والحباب.

وقالت مجموعة “محامو الطوارئ” الحقوقية إن ما قامت به عناصر تابعة لجهاز الأمن والمخابرات بولاية كسلا بتصفية المدني الأمين محمد نور بعد اعتقاله وإخفائه قسرًا، يمثل انتهاكًا صارخًا لمبادئ القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان، ويعد خرقًا واضحًا للاتفاقيات والمعاهدات الدولية ذات الصلة.

وأضافت المجموعة الحقوقية في بيان أن “القتيل تعرّض لأساليب تعذيب وحشية انتهت بقتله بدم بارد، بذريعة تعاونه المزعوم مع قوات الدعم السريع، دون تقديم أي أدلة أو إجراءات قانونية سليمة أو صحيحة تضمن حقه في المحاكمة العادلة”.

وأكدت المجموعة الحقوقية أن القتل خارج نطاق القانون والتعذيب والاختفاء القسري هي جرائم ضد الإنسانية، ولا تسقط بالتقادم وفقًا للمادة (29) من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.

ودعت إلى فتح تحقيق مستقل وشفاف بإشراف دولي لضمان محاسبة جميع المسؤولين عن هذه الانتهاكات وتقديمهم إلى العدالة، مطالبة المجتمع الدولي وكافة الهيئات المعنية بحقوق الإنسان بالتحرك الفوري واتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف الانتهاكات الخطيرة، وضمان حماية حقوق المدنيين في كافة أنحاء السودان.