الضعين ــ دارفور24

عاش سُّكان الضعين عاصمة ولاية شرق دارفور، الأسبوع المنصرم، في خوف وإرباك في أعقاب سلسلة غارات جوية شنها طيرن الجيش الحربي على المدينة التي تحولت بعد الحرب إلى مركز تجاري وطبي حيوي في إقليم دارفور.

وسيطرت قوات الدعم السريع في نوفمبر 2023، على ولاية شرق دارفور التي تُدير وضعها الأمني فيما أبقت على مؤسسات الخدمة المدنية للجهاز التنفيذي القائم في الدولة قبل اندلاع الحرب، بينما تقوم الإدارة الأهلية بإدارة شؤون التقاضي.

وتسببت سلسلة الهجمات الجوية التي شنها طيران الحربي للجيش على مواقع وسط الضعين، في تعطل الخدمات الصحية كما تأثرت الحركة التجارية بصورة مباشرة.

وتوقف عمل المستشفى التعليمي، وهو الوحيد العامل في المدينة، الذي يقدم خدمات علاجية إلى سكان الضعين و8 محليات في شرق دارفور ومناطق واسعة من شمال وجنوب دارفور.

وتعد حليمة حامد، واحدة من بين مئات المرضى الذين تزامن تواجدهم في مستشفى الضعين لتلقي العلاج أثناء قصف جوي على المرفق.

ويتعين على حليمة، التي تبلغ من العمر نحو 52 عامًا، إجراء عملية “إزالة رحم” طارئة، أصبح أجراءها مستحيلًا بعد مغادرة الأطباء والكوادر المساعدة المستشفى بسبب الغارة الجوية.

وقالت حليمة لـ “دارفور24″، إن الاطباء إعتذروا إليها عن إجراء عملية جراحية في الوقت الراهن بسبب الأوضاع الأمنية، لجهة أنهم لا يتحملون مسؤولية سلامة المرضى داخل المستشفى.

وأفادت حليمة، التي تسكن محلية ابوكارنكا، بأن خيارات تحويلها لأي مدينة لإجراء العملية تكاد تكون معدومة، بسبب توقف حركة السفر والنقل نتيجة لصعوبة التنقل بسبب الأمطار وعدم قدرتها المالية على دفع تكاليف السفر.

وقالت إدارة مستشفى الضعين التعليمي إنها اضطرت لاخلاء 700 مريض من المستشفى تزامن وجودهم مع الغارة الجوية الأسبوع الماضي.

وكانت مستشفى الضعين تقوم بإجراء 10 إلى 15 عملية ولادة قيصرية يوميًا، قبل أن تتوقف جراء القصف الجوي الذي تسبب في مقتل 18 مدنيًا من بينهم عاملين بالمستشفى وجرح 21 آخرين.

وتعتمد ثمانية محليات بولاية شرق دارفور على خدمات العلاج على مستشفيات مدينة الضعين خاصة فيما يتعلق بعمليات الولادة القيصرية والجراحة، فيما توقفت عملية تحويل المرضى إلى مستشفيات مجاورة في دولة جنوب السودان نتيجة للامطار الغزيرة.

الحركة التجارية والاعتقالات

وشهدت أسواق مدينة الضعين حالة من الإرباك وارتفاع أسعار الوقود نتيجة لتزايد الطلب عليها مع شح الأوراق النقدية.

وشهدت أسعار السلع الاخرى تراجع مفاجئ بعد أن كانت في تزايد مستمر نتيجة لتوقف الحركة بسبب الأمطار، كما قام بعض التجار بتفريغ المحال التجارية من السلع.

وأرجع التاجر في سوق الضعين محمد علي حسن، في تصريح لـ “دارفور24″، حالة الارتباك إلى تخوف التجار من انفلاتات أمنية، خاصة بعد قيام مسلحين باطلاق اعيرة نارية داخل السوق أثناء مهاجمة الطيران المدينة وتوقعات غارات جوية محتملة على المدينة.

وبالتوازي مع الغارات الجوية، شهدت مدينة الضعين حملة اعتقال طالت عدد من المدنيين، بحجة التبعية للجيش السوداني والتخابر معه، بجانب توزيع شرائح لتحديد إحداثيات للطيران لقصف أهداف داخل المدينة.

وقال أحد المواطنين ــ فضل حجب اسمه ــ لـ “دارفور24″، إنه أعتقل من السوق الكبير وسط المدينة واقتيد إلى مقر القطاع وأطلق سراحه لاحقاً بعد تدخل أحد الضباط لمعرفته السابقة به.

وأظهر مقطع فيديو أفراد من الدعم السريع بمدينة الضعين يستجوبون مدنيا بتهمة توزيع شرائح في المدينة.

وربط مراقبون تكثيف الضربات الجوية على ولاية شرق دارفور، بمحاولة الجيش لوقف تدفق مقاتلي قوات الدعم السريع إلى مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور التي تشهد هجمات قتالية منذ 10 مايو الماضي.

وقصف الطيران الحربي، الأربعاء، محلية شعيرية شمال غرب مدينة الضعين، في غارة جوية هي الأولى من نوعها على المحلية، حيث استهدف القصف سوق المدينة وأدى إلى تدمير المحال التجارية وممتلكان المواطنين.

ونقلت وسائل إعلام مقربة من الجيش أن الطيران الحربي شن غارات جوية على مجموعة من قوات الدعم السريع في منطقة شعيرية بولاية شرق دارفور وقطع الطريق أمام إمداد قادم من ولاية جنوب دارفور إلى مدينة الفاشر.