الدلنج: دارفور24
لقي 6 أطفال مصرعهم بسوء التغذية في مدينة الدلنج جنوب كردفان، في وقت يكافح فيه متطوعون بمعينات قليلة لإنقاذ آخرين في المدينة التي تعاني من الحصار العسكري الخانق.
وأكد متطوعون أن مدينة الدلنج تواجه أزمة جوع حادة خصوصًا وسط الأطفال دون تلقي العلاج وسط شح كبير في السلع وارتفاع أسعارها.
وتحاصر قوات الدعم السريع والحركة الشعبية شمال مدينة الدلنج من جميع الاتجاهات منذ يناير المنصرم، مما خلق أزمة في الغذاء والدواء لعدم القدرة على ايصالها للمدينة.
وقالت حياة عبد الرحمن أبو شريط، إن متطوعون أطلقوا حملة دعم أطفال سوء التغذية في 16 يوليو الماضي بعد وفاة الطفل إسماعيل مكواج، بالجوع، وذلك في محاولة لتوفير العلاج ومنع تساقط مزيدًا من الأطفال.
وأوضحت لـ”دارفور24″ أن الحملة لاقت دعماً كبيراً من أبناء الدلنج في السودان وخارجه، مشيرة إلى أن الحملة بدأت برعاية 20 طفلاً يعانون من سوء التغذية الحاد، لكنها توسعت حالياً لتشمل 52 طفلاً، توفوا منهم 6 أطفال وتعالج 16 آخرين وجرى تخريجهم.
وأكدت أن المبادرة قامت بالتنسيق مع إدارة التغذية بالمحلية لضمان تنفيذ الحملة بجودة عالية، حيث شارك 7 فنيين في قياس الأطفال باستخدام أدوات دقيقة وفقاً لبروتوكول التغذية المعتمد، كما وضعت الحملة آلية لتحويل الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد إلى مراكز التغذية، حيث يتم الكشف عن الحالات من خلال مسوحات أسبوعية يقوم بها المتطوعون، ويتم تحويل الحالات عبر 11 مركزاً للتغذية.
وأضافت أن المبادرة تضم فريقًا من 13 متطوعاً مجتمعياً، يشاركون في جميع مراحل الحملة من التحضير إلى التوزيع وكتابة التقارير، إلى جانب ذلك، توفر الحملة خدمات طبية متكاملة تشمل طبيباً، معمل، وصيدلية، إضافة إلى أخصائيين في برامج التغذية وإعلامي لتغطية أنشطة الحملة.
كما أكدت حياة على أهمية الدعم الذي يقدمه المدير التنفيذي وقائد الجيش، مشيرة إلى أن منظمة “قول” قد تشارك مستقبلاً في تقديم الدعم اللازم، خاصة في مجال المغذيات الدقيقة.
وشددت حياة على ضرورة توفير دعم مالي ولوجستي للحملة، وتوفير المعلومات الأساسية حول الحالات المستهدفة، مع إضافة المرضعات والحوامل لقائمة المستفيدين. كما أوصت بزيادة عدد الوجبات المقدمة إلى وجبتين يومياً، وتوفير وسائل نقل للأمهات والمتطوعين نظراً لبعد المسافات، بالإضافة إلى تقديم دعم عيني لتخفيف الأعباء المالية. كما دعت إلى إيجاد مقر بديل للمستشفى لحماية الأطفال من الأوبئة المحتملة مثل الكوليرا والتهابات العيون.
وتسيطر قوات الدعم السريع على مدينة الدبيبات 30 كيلومتر شمال مدينة الدلنج، وهبيلا ٢٥ كيلو شرق المدينة، فيما تسيطر الحركة الشعبية على الطريق الممتد من قرية حجر الجواد 15 كيلو جنوب الدلنج حتى الكرقل 65 كيلو جنوبًا.