تقرير ــ دارفور24
أبلغت عدد من العائلات السودانية بالمثلث الحدودي بين السودان وليبيا ومصر، “دارفور24″، عن تقطع سبل وصولها إلى دولة ليبيا المجاورة أو العودة العكسية إلى داخل المناطق السودانية بسبب الأمطار والظروف الاقتصادية.
وقالت فاطمة حسين سعيد، إنها قدمت من مدينة نيالا منذ شهر للسفر إلى ليبيا لكنها لم تستطيع الوصول إلى الكفرة الليبية للظروف المالية وفقدان أموالها في الطريق بعد التعرض للنهب في طريق بين النهود والكومة.
وذكرت فاطمة لـ “دارفور24″، بتواجد مئات العائلات في حوجة ماسة للمياه والغذاء والمساعدة في العودة العكسية إلى مدينة الدبة او دنقلا.
وأضافت: “هنالك عدد من النساء دون معيل تركن الرجال داخل السودان أو هم جنود مع أطراف القتال ويحاولن الوصول إلى ليبيا دون وجود أموال كافية ولا أمل لوصول اي أموال او مساعدات من الأقرباء”.
وأشارت إلى أنها تعمل موظفة في جنوب دارفور، حيث علمت أن مرتبها جاهز لارساله عبر أحد التطبيقات البنكية، لكنها استدركت: “هل سيكفي مبلغ 50 الف جنيه للسفر إلى دنقلا مع أبنائي وزوجي الذي لا يعمل منذ اندلاع الحرب. نود العودة إلى دنقلا للإقامة هناك بدلا من السفر إلى ليبيا أملا أن نجد الخيريين للمساعدة”.
وقال أحد أصحاب الترحيلات السفرية بالمثلث الحدودي ــ فضل حجب إسمه ــ لـ “دارفور24″، إن الأسر السودانية تقطعت بهم السبل ولا توجد بحوزتهم أموال للسفر إلى ليبيا او العودة إلى داخل البلاد.
وأشار إلى تعنت العائلات السودانية للمغامرة بالأطفال بالسفر في الصحراء الليبية دون تجهيز مبالغ مالية كافية أمر في غاية الخطورة حيث يرفض أصحاب السيارات شحن الركاب قبل دفع التذكرة كاملة.
وارتفعت أسعار التذاكر من 250 ألف جنيه للأسرة إلى 400 الف جنيه سوداني من المثلث إلى الكفرة و150 الف جنيه للعودة إلى منطقة الخناق بالولاية الشمالية.
وذكر صاحب الترحيلات السفرية أن معظم الأسر المتواجدة في المثلث قادمة من ولاية الجزيرة وسنار وكردفان ودارفور الكبري.
وأضاف: “لا يوجد سكن مخصص للاسر بالمثلث فقط مبني الوحدة الإدارية ولا يكفي لأكثر من 10 أسرة فقط وتوزعت بقية الأسر في اماكن عدة داخل المثلث وهو مكان غير مهيأ للسكن فيه وصعوبة تقديم الخدمات الطبية والغذائية للنازحين”.
وأقر مسؤول محلي بالمثلث الحدودي بصعوبة الأوضاع الإنسانية للنازحين في ظل نقص الغذاء والمأوى والمياه الصحية وانتشار الظواهر السالبة والأمراض.
وذكر المسؤول إن أعداد العائلات السودانية في المثلث انخفض في أغسطس الى نحو 700 أسرة، بعد ان وصل أعدادهم الى أكثر من 1200 أسرة غالبيتهم نساء وأطفال وكبار سن ساءت أوضاعهم عقب هطول الأمطار الذي أدى لزيادة توالد البعوض وانتشار الذباب، إضافة لعدم وجود أماكن محددة لإيواء النازحين قبل الوصول إلى ليبيا.
وقال المسؤول ــ الذي فضل حجب اسمه ــ لـ “دارفور24″، إنهم ارسلوا عدة تقارير للمحلية والولاية بإيقاف السفر إلى المثلث لكن دون جدوي مما خلق حالة من الفوضي وزيادة معاناة النساء والأطفال وكبار السن دون قدرة السلطات المحلية تقديم المساعدات لهم.
وذكر أن الموقع عبارة عن مناجم للذهب ونقطة تجارة حدودية ولا يصلح للسكن بإعتبارها منطقة صحراوية لا تستطيع المنظمات الوطنية والدولية الوصول إليها لتقديم العون الإنساني والخدمات الأخري.
وكشف عن رصدهم عودة عشرات الأسر إلى مناطق السودان المختلفة بعد وصولهم للمثلث وعدم القدرة المالية للسفر إلى ليبيا.
وتوقع إصدار أوامر جديدة بتشديد السفر إلى المثلث الحدودي الذي يبعد نحو 400 كيلومتر من دنقلا عاصمة الولاية الشمالية.
وأرجع قرار السلطات السودانية الصادر في أغسطس الحالي بوقف السفر، إلى وقف عمليات اللجوء الجارية نحو ليبيا بعد اكتظاظ المثلث بالمواطنين في ظروف بائسة بلا مأوى أو طعام أو دواء وانتشار الأمراض والسرقات والظواهر السالبة مثل المخدرات.
وأصدرت السلطات السودانية في الولاية الشمالية مطلع أغسطس الحالي أمراً يقضي بوقف السفر من منطقة الخناق إلى المثلث الحدودي بين السودان وليبيا ومصر.
وبموجب القرار، قيدت السلطات السودانية السفر من مناطق الحرب إلى المثلث الحدودي بين السودان وليبيا ومصر، والذي يعتبر البوابة الرئيسة للاجئين السودانيين إلى ليبيا بعد اشتداد المعارك في الفاشر ومدن اخرى.
وقيدت السلطات الليبية حركة اللاجئين السودانيين نحو أراضيها بإغلاق معبر العوينات الحدودي بين البلدين، ونشرت عشرات الدوريات الصحراوية، وشددت إجراءات الدخول بمصادرة السيارات وفرض غرامات على السائقين تتجاوز 7 آلاف دينار ليبي (ما يعادل 1000 دولار أميركي).