الدلنج: دارفور24
أعلن متطوعون بمركز تغذية أطفال سوء التغذية في مدينة الدلنج جنوب كردفان، عن وفاة الطفل صاروخ علي محمد، جوعًا، يوم الأحد، بينما كان في طريقه لتناول وجبة غذائية من مطبخ حملة “رعاية أطفال سوء التغذية بالدلنج”.
وتوفي الطفل داخل مستشفى الدلنج، حيث كُفِّن هناك وسط ذهول الأطفال الآخرين ودموع الأمهات المكلومات، وفق ما أفاد متطوعون “دارفور24”.
ورسمت المتطوعة حياة الصادق ابوشريط، لـ”دارفور24″ لحظات الحزن التي لفت المكان بينما الأطفال يتساقطون من الجوع الذي يتفشى بالمدينة المحاصرة بسبب الحرب الجارية، قائلة: “كان الطفل صاروخ الأكثر حركة ونشاطًا، ولم نتخيل أبدًا أنه قد يكون الضحية القادمة لسوء التغذية”.
وأكدت ابوشريط أن الأرقام التي قدمتها إدارة التغذية في الحملة تكشف عن حجم الأزمة المتفاقمة، إذ أفادت بأن هناك حاليًا 170 حالة سوء تغذية في المرحلة الحادة، من بينها حوالي 100 حالة تُعتبر حرجة جدًا.
ومن بين هذه الحالات، التؤم الثلاثة “عثمان وأبوبكر وعمر”، والذين تتطلب حالتهم الحرجة نقلهم إلى مدينة الأبيض لعلاج التورم الشديد الذي يعاني منه عثمان وأبوبكر على أمل إنقاذ حياتهم، وفق أبوشريط.
وأشارت الى أن حملة مكافحة سوء التغذية التي دشنها متطوعون تواجه تحديات كبيرة في توفير العلاج والرعاية اللازمة للأطفال، مشيرة إلى بعضهم يحتاجون لمقابلة الأطباء وإجراء التحاليل المعملية، في وقت تعاني فيه الحملة من ضائقة مالية شديدة تعيق دفع الفواتير الطبية الضرورية.
وأضافت أنه “على الرغم من الصعوبات، تمكن المطبخ التابع للحملة من تخريج 12 طفلًا تعافوا من سوء التغذية، ومن المقرر أن يستقبل المركز 18 طفلًا جديدًا يحتاجون للرعاية العاجلة، لكن الأزمة الكبرى تكمن في أن المطبخ والحملة ككل قد يتوقفان عن العمل في أي لحظة، خصوصًا بعد نفاد الميزانية تمامًا”.
وقالت أنه بحلول تاريخ 18 أغسطس، سيكون ما تبقى في الخزينة لا يكفي حتى لتأمين وجبة الغد.
وتحاصر قوات الدعم السريع والحركة الشعبية شمال مدينة الدلنج من جميع الاتجاهات منذ يناير المنصرم، مما خلق أزمة في الغذاء والدواء لعدم القدرة على ايصالها للمدينة.