رهيدالبردى ــ دارفور 24

شكا أصحاب ماشية عائدون من مناطق المصيف بأفريقيا الوسطى إلى محلية رهيد البردى بولاية جنوب دارفور من انتشار أمراض الحيوان مع عدم توفر الأدوية الكافية لتطعيم القطيع.

وأشاروا إلى أنهم عقب عودتهم وجودوا مواطن الرهيد يعيش فى ظروف قاسية بسبب غلاء المعيشة.

وقال المواطن خالد علي لـ ” دارفور 24″ إنه عاد بماشيته من أفريقيا الوسطى إلى رهيد البردى وعندما وصل وجد الأوضاع فى السودان تغيرت تماما بسبب الحرب وإنهار كل شئ.

وتابع: “أفضل الحال فى أفريقيا الوسطى”.

وشكا خالد من أمراض بدأت تظهر وسط الأبقار منها التسمم الدموى، أبوزقالة والورمة مطالبا السلطات المختصة بسرعة توفيرها والتدخل لحماية القطيع.

وتعد محلية رهيد البردى من المحليات المشهورة بالثروة الحيوانية بجنوب دارفور وبها سوق كبير للماشية التى كانت تذهب لأسواق العاصمة الخرطوم قبل اندلاع الحرب التى أدت إلى تدنى حركة البيع والشراء.

وقال مدير الثروة الحيوانية برهيد البردى مهدى الزبير الحسين، إن السودان من أغنى الدول العربية والأفريقية بثروته الحيوانية التى تقدر بأكثر من 103 مليون رأس.

وأقر الحسين، في تصريح لـ “دارفور 24″ بالتحديات الكبيرة التى تواجه القطاع منها ضعف الاهتمام ووضع الحلول لمشكلاته، ضعف خدمات مكافحة الأمراض بجانب تأثر الثروة الحيوانية بالحروب والإنفلاتات الأمنية ودخولها إلى بيئات جديدة خارج الحدود وتعرضها لأنواع مختلفة من الأمراض مقابل عدم توفر اللقاحات البيطرية ومدخلات التطعيم فى ظل هذه الظروف الاستثنائية.

وشكا مهدى من عدم توفر وسائل الحركة للاستجابة لبلاغات أمراض الحيوان بجانب عدم توفر مسالخ أو مساطب للذبيح فى كل ربوع المحلية ويتم التخلص فى الماء مما يساهم فى إنتشار الأمراض خاصة فى فصل الخريف.

وأشار إلى أن الأمراض العابرة للحدود وإتساع الحدود بين السودان ودول الجوار وتنقلات الماشية يضاعف سرعة انتشار الأمراض العابرة عند إكالتقاء الماشية مما يزيد من خطورة وتهديد قطاع الماشية، حيث يتطلب هذا الأمر توسيع الرقابة البيطرية وتكثيف عمل الخدمات البيطرية للحفاظ على سلامة القطيع ومراقبة الحدود.

ووجه مهدى رسالة لملاك الماشية بسرعة التطعيم ضد أمراض التسمم الدموى وأبوزقالة بعد أن توفير اللقاحات من المعمل الولائي بنيالا.

وذكر صاحب أبقار علي محمد حسن لـ” دارفور 24″ إنهم يعانون من أمراض الحيوان، حيث أنهم عندما عادوا إلى البلاد وجدوا تعدى كبير تم من قبل المزارعين على المراحيل والصوانى مما جعلهم عالقين فى القيزان البعيدة عن المحلية خوفا من القدوم وحدوث إحتكاكات.

وأضاف: “قطاع الرحل يفتقر لأدنى الخدمات سواء كانت للإنسان أو الحيوان”.

وزاد: “عندما جئنا رهيد البردى وجدنا البلد شبه مجاعة حيث وصل جوال الذرة الرفيعة إلى 200 ألف جنيه”.

وكشف تاجر المواشي بمحلية رهيد البردى جبريل جمعة جميل الله من تدنى التجارة في المجال، لتوقف الصادر منذ اندلاع الحرب حيث أصبح البيع والشراء محصورا فى أغراض الذبيح بالمحلية ومحليات أخرى بالولاية بجانب فروبرنغا وزالنجى بوسط دارفور.

وقال جبريل لـ ” دارفور 24″ إن عدم توفر لقاحات تطعيم الماشية من أكبر المشاكل التى تواجه التجار.

ويمثل قطاع الثروة الحيوانية ركيزة هامة من ركائز الإقتصاد السودانى للصادرات غير البترولية، حيث يمتلك القطاع الرعوى معظم هذه الثروة المترحلة بين شمال وجنوب السودان وكذلك عبر الحدود بين تشاد وأفريقيا الوسطى ناحية ولاية جنوب دارفور.