بورتسودان ــ دارفور24
دعا قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي”، الاثنين، الجيش للمشاركة في مفاوضات جنيف لإنهاء معاناة ملايين السودانيين.
ودعت الولايات المتحدة الجيش وقوات الدعم السريع لبدء مفاوضات في 14 أغسطس الجاري في جنيف، تحت رقابة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومصر والإمارات.
وطلب قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان عقد مشاورات مع الولايات المتحدة لمعالجة ما أسماها بـ “شواغل الحكومة”، حيث أرسل وفدًا بقيادة وزير المعادن محمد بشير أبو نمو إلى جدة للتشاور مع مسؤولين من أمريكا، موصيًا بعدم مشاركة الجيش أو الحكومة في المفاوضات.
ولاحقًا، قالت الحكومة في بيان إن أمريكا لم تقدم مبررات لإنشاء منبر جديد مع إصرارها على مشاركة الإمارات كمراقب، فيما ترفض وجود أي مراقبين أو مسهلين جدد.
وقال حميدتي، في خطاب، إننا “لن نغلق باب السلام أبداً، وأجدد مرة أخرى موافقتنا على الدعوة الاميركية لانعقاد مباحثات لوقف العدائيات في جنيف في 14 أغسطس، مع الالتزام بالذهاب إلى المفاوضات القادمة بإرادة حقيقية لوقف الحرب فوراً ودون تأخير أملاً في انهاء معاناة الملايين من السودانيين”.
وأضاف: “ندعو الطرف الآخر للاستجابة لنداء السلام لرفع معاناة شعبنا ونتقدم بهذا النداء بكل شجاعة رغم انتصارنا في ميدان القتال”.
ونادي حميدتي بضرورة “تشكيل لجنة تحقيق دولية لمعرفة من أشعل هذه الحرب ومحاسبته على جميع إفرازاتها”.
وشدد على عدم وجود أي حكومة شرعية في السودان بعد انقلاب 25 أكتوبر 2021 وحرب 15 أبريل التي بسببها حدث انهيار دستوري كامل بالبلاد.
وذكر حميدتي إنه ظل يقدم خيار السلام على الاستمرار في الحرب، حيث وافق على جميع المبادرات “اعتبارا من المبادرة السعودية الامريكية عقب اسابيع معدودة من اندلاع القتال ووقعنا إعلان جدة، وكنا على وشك التوقيع على اتفاق وقف عدائيات، الا أن وفد القوات المسلحة انسحب من منبر جدة وقام بتصعيد القتال بدلاً عن التوجه للسلام”.
وتابع: “في جدة الثانية اقتربنا من التوقيع على اتفاق وقف العدائيات ولكن للمرة الثانية تدخلت أيادي الحركة الإسلامية لتعرقل الاتفاق لأنه لن يعيدهم للسلطة”.
واردف: “الحركة الاسلامية وعناصرها المتحكمة في الجيش، التي اشعلت الحرب، لن تسمح لقيادة القوات المسلحة باختيار وقف القتال”.
وحذر حميدتي من أن السودان يمر بـ “حالة من الانهيار جراء الحرب، وما سببته من فراغ أمنى كبير وفوضى وهي حالة تصاحب الحروب دائما”.
وإشار إلى أن قوات الدعم السريع قررت تشكيل قوة خاصة لحماية المدنيين تبدأ أعمالها فورا ثم تتوسع تدريجيا، تعمل على حماية المدنيين وممتلكاتهم وتأمين الأعيان المدنية وتسهيل العمليات الانسانية وتأمين موظفين الإغاثة والمنظمات الدولية والعاملين في الحقل الإنساني.
وجدد حميدتي التزامه بالحكم المدني والتحول الديمقراطي وخروج العسكريين وبشكل نهائي من السلطة وابتعادهم من السياسة والأنشطة الاقتصادية بما يؤدي إلى بناء سودان جديد، تنتهي فيه سيطرة النظام القديم على مؤسسات الدولة وتسود فيه الحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة بين جميع المواطنين.