الدلنج ــ دارفور24
يعيش سكان الدلنج بولاية جنوب كردفان في ظل أوضاع أقرب إلى المجاعة، وسط إرتفاع حالات سوء التغذية وأسعار السلع الغذائية مع تنامي أعداد المتسولين بصورة غير مسبوقة، بسبب الحصار الذي تفرضه الدعم السريع وفصائل الحركة الشعبية شمال على المدينة.
وقال التاجر حسن تيمونة لـ “دارفور24″، إن الأوضاع الإنسانية أصبحت بالغة الخطورة “حيث توفى طفل بعمر 14 سنة وأصيب أخاه بكسور خطير بعدما تسلقا شجرة القنقليز لجلب أوراقها إلى أسرتهم”.
وكشف عن تزايد أعداد المتسولين في الأسواق بصورة غير مسبوقة.
وشدد على أن إغلاق طرق الإمداد الواصلة إلى الدلنج من جميع الاتجاهات، تسبب في زيادة ضخمة في اسعار السلع الضرورية.
وأفاد بوصول جوال الذرة الرفيعة إلى 300 ألف جنيه وجوال البصل لـ 300 ألف جنيه وقارورة الزيت إلى 125 ألف جنيه وجوال الدقيق لـ 105 ألف جنيه، كما ارتفعت أسعار المحروفات.
وتصل السلع إلى الدلنج عبر التهريب، حيث يستخدم التجار الإبل في نقل البضائع بطرق إمداد بديلة لا تستطيع السيارات عبورها، وهي بكميات قليلة لا تكفي الطلب.
وكشف تيمونة عن انعدام كافة أنواع الفواكه والخضر، بعدما استهدفت قوات الدعم السريع عند الهجوم على الدلنج في يناير المنصرم، جناين الفواكة بصورة متعمدة وأخرجتها من الإنتاج.
وأضاف: “حاليا فقط يعتمد المواطن على الخضرة والموليتا كخضروات. لقد أصبح الموت يحاصر المواطنين من الجوع والمرض ورصاص الأطراف المتحاربة”.
وقالت المتطوعة في مبادرة بصمة خير، أم كلثوم أبو ريدة زين العابدين، لـ “دارفور24″، إنهم “استطاعوا التوصل لـ 20 طفل في حالة متأخرة من سوء التغذية، حيث نعتزم توفير وجبات لهم لمدة 30 يوما اعتبارا من اليوم الاثنين، تحت إشراف إدارة التغذية بمستشفى الدلنج”.
وأكدت أم كلثوم على أن الدعم الذي وصل إلى المبادرة، لا يكفي لتوفير الطعام للمدة المحددة، لكن سنعمل على الإيفاء بالتزامنا، خاصة وإن هذا العدد قليل جدًا مقارنة بحالات سوء التغذية في المدينة.
وأعلنت مسؤولة بوزارة الصحة بولاية جنوب كردفان، عن تسجيل أكثر من 600 حالة إصابة بسوء التغذية وسط الأطفال بمدينة الدلنج، وسط أوضاع حرجة تعانيها المدينة بسبب الحصار الذي تتعرض له.
وتحاصر قوات الدعم السريع والحركة الشعبية شمال مدينة الدلنج من جميع الاتجاهات منذ يناير المنصرم، مما خلق أزمة في الغذاء والدواء لعدم القدرة على ايصالها للمدينة.