حوار ــ دارفور24

وافق نائب منسق الامم المتحدة للشؤن الإنسانية للسودان طوبي هارورد، على إجراء مقابلة مع “دارفور24″، بعد ساعات من وصوله إلى ولاية غرب دارفور قادمًا إليها من مناطق وسط دارفور متراسًا وفدًا أمميًا لتقييم الأوضاع على الأوضاع.

تحدث هارورد عن أوضاع النازحين والفارين من جحيم الحرب في المناطق التي تقع تحت سيطرة أربعة جهات عسكرية، بلغة دبلوماسية هادئة يُظهر فيها الحرص على المحافظة على علاقة الأمم المتحدة بجميع الأطراف.

ربما من الأفضل أن نبدأ من المفاوضات غير المباشرة التي عقدتها الامم المتحدة في جنيف غير مع الجيش والدعم السريع، هل توصلتم لاي اتفاقيات تفضي لوصول آمن للمساعدات الإنسانية؟

دور الأمم المتحدة هو توصيل المساعدات الإنسانية لكل المحتاجين، وبعد اندلاع الحرب في السودان أصبح الكثير من المواطنين يعانون من الجوع ويفتقرون إلى المآوى وفر آخرين من القتال في دارفور ومناطق أخرى، لذلك دورنا توصيل المساعدات لهم، وقد كانت المفاوضات في جنيف برئاسة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لدى السودان رمطان لعمامرة خطوة أولى لتشجيع الأطراف على التفاوض.

بالنسبة لنا الوضع الانساني كارثي، تعرض المدنيين الابرياء للهجوم وهذا ضد القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان.

نحن في الأمم المتحدة سنبذل كل الجهود من أجل التفاوض مع كل الأطراف الذين يقتتلون فيما بينهم لوقف الانتهاكات ضد القانون الإنساني ووقف الهجوم على المدنيين، لذلك نحن بحاجة إلى كافة المعابر والمسارات الجوية والبرية لوصول الغذاء والدواء والماوىء لكل المناطق المتضررة والمحتاجين، ولهذا نعمل على أن يتوصل الطرفين لوقف إطلاق النار وتوقيع اتفاق سلام.

هل توصلتم لاتفاق مع الدعم السريع يسمح بوصول المساعدات الإنسانية بمعابر ومسارات جديدة غير التي حددتها السلطات السودانية في بورتسودان؟

أنا لا أريد أن اتحدث عن كيفية التنسيق مع الطرفين، لكننا في دارفور لدينا تعاون مع الجيش وقوات الدعم السريع وحركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور والقوات المشتركة في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، كل السلطات التي في الارض نجد منها المساعدة وعلينا نعزيز هذا التعاون مع كل الاطراف.

ونحن بحاجه إلى كل المعابر والمسارات في الطينة وأدري وكلبس وبيضة وهبيلا وفوربرنقا وأم دخن، إضافة إلى مسار الرنك بجنوب السودان ــ كوستي بولاية النيل الأبيض والمعابر بين السودان ومصر. نحن مؤسسة إنسانية يجب علينا التعاون مع كل الأطراف حتى نتمكن من توصيل المساعدات.

ماهي خطة الامم المتحدة في إغاثة مواطني دارفور خلال موسم العجاف، وما هي أهم التحديات التي تواجهها؟

نحن نواجه الكثير من التحديات في توصيل المساعدات وفي التمويل. التمويل لم يكن كافيا من قبل المانحين والمجتمع الدولي لتوفير المساعدات المطلوبة.

وخطة توصيل الإغاثة تتطلب التعاون والتنسيق مع جميع الأطراف، نحتاج إلى تنسيق مع الحكومة في بورتسودان وسلطات الامر الواقع في دارفور وحركة تحرير السودان فصيل عبد الواحد محمد نور، حتى نتمكن من تقديم مساعدات للأشخاص الأكثر ضعفا.

وقع الجيش والدعم السريع على إعلان جدة بخصوص تسهيل توصيل المساعدات الإنسانية، وهذه وثيقة مهمة جدا تحكم علاقات الأطراف المتحاربة مع الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية وعلى الطرفين أحترام تلك الوثيقة.

عدد النازحين الذين اعتمدهم الوفد الأممي في مناطق جبل مرة؟

حسب السلطات على الارض ــ حركة تحرير السودان جناح عبدالواحد ــ هنالك أكثر من 5 ملايين نازح، لكن أنا شاهدت عشرات الآلاف من النازحين الموجودين داخل مناطق سيطرة قوات حركة عبدالواحد لا يملكون أي شيء وبعضهم يعيش الشجر وآخرين يعانون من الجوع لعدم توفر الغذاء الكافٍ. وللأسف الشديد، لم تقدم لهم الأمم المتحدة أو الشركاء أي مساعدات بسبب ضعف التمويل، لكن هنالك أمل خاصة وأن المنطقة إمنة ولا يوجد بها متفلتين.

هل توصلت الامم المتحدة لاتفاق مع حركة عبد الواحد شبيه لاتفاقها مع الدعم السريع والجيش لتسهيل ايصال المعونات الانسانية للنازحين في أماكن سيطرتها؟

نعم لدينا تنسيق وتعاون

ما هي المطالب التي قدمها نازحوا جبل مرة بالتحديد لوفدكم؟

الغذاء والمأوى ومعدات الإيواء والملابس. يعاني بعض السكان هناك من الزكام نسبة لبرودة الجو، كما تنتشر الملاريا وأمراض أخرى بسبب الخريف والأدوية غير كافية. يحتاجون إلى الإمدادات الطبية والمياه والصرف الصحي وآخرين يحتاجون للعلاج النفسي.

هل في خطتكم توصيل المساعدات الإنسانية عبر المطارات في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع؟

نحن بحاجه إلى كل المطارات في الفاشر بشمال دارفور والابيض بشمال كردفان وكادقلي بجنوب كودفان ونيالا بجنوب دارفور والجنينة بغرب دارفور، بأن تظل مفتوحة لتسهيل الاستجابة للمساعدات الإنسانية.

بعد جولتكم في أغلب مناطق اقليم دارفور، ما هو تقييكم للوضع الإنساني؟

الوضع الإنساني “كارثي ــ كارثي”. زرت مخيم زمزم وهناك نازحين في الشوارع وهنالك مواطنين فروا من القتال في الفاشر موجودين في طويلة وجبل مرة وكبكابية وسرف عمرة والطينة وأم برو، وهنالك مواطنين فروا من مخيم الحصاحيصا بمدينة زالنجي ولاجئين في أم شالاية وكرينك والجنينة، كلهم بحاجة إلى مساعدة.

هل توصلت الأمم المتحدة لضمانات بعدم تعرض قوافل المنظمات للنهب من قبل الأطراف المسلحة؟

للأسف هنالك تعاون نسبي. نحن نريد زيادة عدد الشاحنات التي تدخل عبر بورتسودان بشرق السودان وعطبرة والدية بشمال البلاد، ومن ثم إلى دارفور، لذلك نريد تنسيق مع الحكومة في بورتسودان.

أما في دارفور، للأسف تعرضت القوافل لعدد من حوادث النهب من المجرمين والمتفلتين، حيث قاموا بنهب الشاحنات في منطقة بين سيسي وزالنجي قبل ثلاثة أسابيع وكذلك في كلبس. لذا نرجو من سلطات الأمر الواقع في الارض ــ قوات الدعم السريع ــ أن تبسط سيطرتها على الأرض لتجنب أي حادث نهب للشاحنات. لانريد أن نرى أي جرائم، خاصة أن هنالك نقاظ تفتيش وبوابات ارتكاز كثيرة جدا بالطرق، فقد وجدنا في الطريق بين نيرتتي وزالنجي أكثر من 20 بوابة وارتكاز، حيث مررنا دون مشاكل لكن علمنا أن الشاحنات الإنسانية والتجارية تدفع رسوم من أجل السماح لها بالمرور. ونحن في الامم المتحدة ممنوعين من دفع أي رسوم مقابل مرور المساعدات الإنسانية لأي ارتكاز، فعلى الدعم السريع تأكيد ضمان مرور المساعدات بدون دفع ضرائب لأي شخص.