وكالات: دارفور24

حذرت منظمة الصحة العالمية من أن الجوع والخوف من المجاعة يلاحقان السودان، حيث لا يزال 800 ألف شخص عالقين في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور دون ما يكفي من الغذاء أو الماء أو الدعم الطبي.

وقال الدكتور شبل صهباني، ممثل منظمة الصحة العالمية في السودان إن القتال العنيف بين الأطراف المتحاربة جعل الوصول إلى الفاشر “مستحيلا تماما”.

وأضاف في المؤتمر الصحفي نصف الأسبوعي لوكالات الأمم المتحدة في جنيف اليوم، “أصبحت ولايات دارفور وكردفان والخرطوم والجزيرة كلها معزولة عن المساعدات الإنسانية والصحية بسبب القتال المستمر”.

وأكد أن الوضع في دارفور “مثير للقلق بشكل خاص، حيث لا يستطيع الجرحى في أماكن مثل الفاشر الحصول على الرعاية العاجلة التي يحتاجون إليها، كما أن الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات ضعفاء بسبب الجوع الحاد”.

وبالإضافة إلى المناشدات للأطراف المتحاربة لضمان حماية المدنيين وفرق الإغاثة والبنى التحتية العامة بما في ذلك المستشفيات بما يتماشى مع القانون الإنساني الدولي، شدد المسؤول الأممي على أن “الوصول مطلوب على الفور حتى نتمكن من تجنب وضع صحي كارثي”.

إمدادات ليست كافية

ونبه ممثل منظمة الصحة العالمية في السودان إلى أن مخزونات الرعاية الصحية الموجودة استُخدمت لتزويد عدد قليل من المستشفيات في الفاشر، ولكن “هذا ليس كافيا ولا يمكن الاستمرار فيه”، مضيفا أن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية يواصل التفاوض مع مختلف الأطراف المتحاربة للسماح بنقل إمدادات الإغاثة أينما أمكن.

وقال صهباني “بينما نتحدث الآن، هناك سبع شاحنات تتحرك من كردفان نحو دارفور. وبالأمس فقط حصلنا على الموافقة على نقلها نحو دارفور”. وأضاف أن هناك إشارات جيدة أيضا بشأن عمليات المساعدات عبر الحدود من جميع الأطراف المختلفة.

وحذر مرة أخرى من أن هذا ليس كافيا، “لأننا مضطرون إلى التعامل مع هذه الحالات على أساس مخصص. نحن بحاجة إلى المزيد من الدعم في البلاد من مختلف الأطراف المتحاربة. ونحتاج أيضا إلى مناصرة من الدول الكبرى، من أولئك الذين لديهم تأثير معين على الوضع”.

مشهد صادم

وأفاد المسؤول الأممي بأنه أثناء قيامه بمهمة تقييمية في تشاد المجاورة الأسبوع الماضي، أخبره اللاجئون اليائسون أن “السبب الرئيسي وراء مغادرتهم السودان الآن هو الجوع، والمجاعة. وقالوا إن السبب ليس انعدام الأمن، وليس نقص الوصول إلى الخدمات الأساسية، ولكن لأننا لا نملك ما نأكله هناك”.

وعبر عن الصدمة عندما أخبرته سيدة فرت من دارفور ووصلت إلى مدينة أدري التشادية التي تقع على مقربة من الحدود مع السودان أن “كل ما نستخدمه لإنتاج الطعام محليا، للأكل، استولى عليه المقاتلون”. وكانت هذه السيدة قد سارت لمدة ثلاثة أيام مع أطفالها بحثا عن الأمان، دون طعام طوال الرحلة.

وحذر صهباني من أن الاستجابة الإنسانية في السودان لا تزال ممولة بنسبة 26 في المائة فقط، واصفا حالة الطوارئ بأنها “واحدة من أسوأ حالات الطوارئ في العالم”.

وقال “إذا لم نحصل على وقف إطلاق النار، فيمكننا على الأقل الحصول على حماية للمدنيين وفتح ممرات إنسانية”.

محادثات جنيف

وفي تطور آخر، قالت المتحدثة باسم الأمم المتحدة في جنيف أليساندرا فيلوتشي للصحفيين اليوم الثلاثاء بأن وفدي القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع اللذين يشاركان في محادثات في جنيف تحت قيادة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان، رمطان لعمامرة، “منخرطان” في المحادثات.

وأضافت أن لعمامرة وفريقه أجروا عدة اتصالات مع كل منهما مطلع هذا الأسبوع.