المالحة ــ دارفور24

يعاني مئات من النازحين القادمين من شرق دارفور ومن الفاشر ومليط بشمال دارفور إلى محلية المالحة، من ظروف قاسية بسبب شح المواد الغذائية وعدم وجود مراكز إيواء.

وامتلأت المدارس المخصصة لإيواء النازحين بمحلية المالحة بولاية شمال دارفور، بالفارين من الفاشر وأم كدادة والطويشة والخرطوم.

وقال عدد من النازحين في استطلاع مصور أجرته “دارفور24 من داخل عدد من مراكز الإيواء داخل المالحة، إنهم يعانون من شح الغذاء والمياه داخل مراكز الإيواء.

وذكرت عدد من النساء من داخل مراكز الإيواء بأن معظم النازحين قدموا من الفاشر بعد اشتداد المعارك والصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع داخل المدينة مما اضطررن على مغادرتها.

وأشارن إلى أنهن قطعن المسافة الطويلة من الفاشر إلى المالحة التي تم إيواءهم داخل المراكز التي تفتقد لابسط المقومات من مياه ومواد غذائية ومواد إيواء، حيث أنهم ومنذ حضورهن ظلن يفترشن العراء في مظلة لا تقيهم من الحر مع وتكدس العديد من الأسر بأطفالهم دون معين أو غذاء.

وقالت إحدي المقيمات داخل المركز بتول محمد، بأنها أتت من الفاشر مع أطفالها الثمانية بعد فرارها، حيث وواجهت العديد من المخاطر في الطريق وبعد سير لخمسة أيام وصلت المالحة وذهبت للمركز المخصص لاستقبال النازحين.

وأشارت إلى أنها ظلت قابعة بأطفالها داخل مظلة المركز في درجات الحرارة المرتفعة بعد أن امتلأت الفصول بالأسر، دون عمل أو معقل في ظل افتقار المركز لخدمات المياه والغذاء.

بدورها، قالت سارة عبد الله حسين وهي نازحة من الفاشر إنها وبعد قصف الحي الذي تقيم فيه نزحت لمركز إيواء داخل أحد المساجد الذي قُصف هو الآخر، مما اضطرها للخروج من المدينة عبر منطقة خزان جديد.

وتابعت: “رغم بعد المسافة وانتشار المليشيات في الطريق وعمليات السلب والنهب في شارع المؤدي لمدينة مليط نزحت إلى المالحة حيث مكثت لفترة مؤقتة مع معارفي، لكن نسبة لظروف المعيشة الصعبة رحلت واستقريت في مركز الإيواء مع أطفالي، حيث لا نملك اي شيء، فقط تنتظر ما يجود بها الخيرين”.

ولم تستطع ليلي ابراهيم آدم في البدء التحدث حيث خنقتها العبرة وغلبها البكاء مما حدث لها أثناء رحلتها الشاقة من الخرطوم عبر الصحراء إلى المالحة والتي امتدت لعدة أيام، لتستقر حاليا في مركز الإيواء في مظلة متهالكة مع أطفالها.

وقالت إنها أضطرت أن تتسول بعد أن تعسر الحصول علي العمل داخل المالحة حيث لا تملك أي شي، بما في ذلك مواد الإيواء والغذاء مع استمرار ارتفاع أسعار السلع.

وشكن معظم النساء داخل مراكز الإيواء في عدم توفر مياه الشرب ونقص الغذاء وانعدام مواد الإيواء وعدم توفر فرص العمل وأمراض سوء التغذية للأطفال وكبار السن لنقص الغذاء وارتفاع أسعاره في السوق مطالبين المنظمات الإنسانية للتدخل السريع وتوفير الغذاء لهم.