الفاشر- دارفور24

مازال الآلاف السودانيين الفارين من الحرب عالقين في المثلث الحدودي في انتظار الوصول إلى دولة ليبيا المجاورة في رحلة لجوءٍ جديدة من الحرب.

وقال عثمان محمد الحمري، صاحب ترحيلات بالمثلث الحدودي الذي يبعد حوالي 2000 كيلو متر شمال العاصمة الخرطوم، إن عشرات الأسر تصل المثلث يومياً منذ بدء الحرب في أبريل العام الماضي، في طريقها إلى مدينة الكفرة الليبية 600 كلم شمال شرق المثلث الحدودي.

وقدر أعداد العالقين بالمثلث خلال يوليو الحالي ما يقارب 10 ألف معظمهم نساء وأطفال وكبار سن.

وذكر عثمان لـ”دارفور24″ أن تكدس النازحين بالمثلث لعدم وجود سيارات لإيصالهم إلى الكفرة مما سبب اكتظاظاً في مباني المحلية وهم في حاجة ماسة لخدمات المياه والصحة والغذاء والمأوى.

يشار إلى أن منطقة المثلث عبارة عن نقطة لتعدين الذهب والتجارة الحدودية، غير مجهزة بأي من الخدمات.

وكشف الحمري عن ارتفاع أسعار تذاكر السفر من المثلث إلى الكفرة من 75 الف جنيه إلى 150 الف جنيه بعد قرارات السلطات الليبية الأخيرة بتقييد حركة اللاجئين السودانيين نحو أراضيها ونشر قوات لمراقبة الحدود وإيقاع عقوبات رادعة في مواجهة المهربين.

ويشير إلى أن المعاناة التي يعيشها الفارين في المثلث الحدودي أجبرت المئات على العودة إلى بعض المدن داخل البلاد بينها الشمالية ونهر النيل القريبتان من المثلث.

وخلال رحلتهم إلى مدينة الكفرة أصيب العشرات من المواطنين  إثر حوادث السير بالسيارات.

ضحايا الحوادث

وذكر إدريس محجوب، رئيس غرفة الطوارئ الصحية بمدينة الكفرة الحدودية مع السودان لـ”دارفور24″ أن السعة السريرية بمستشفى عطية الكاسح باتت غير قادرة على استيعاب المزيد من ضحايا الحوادث التي يتعرض لها اللاجئون سودانيون أثناء سفرهم إلى الكفرة.

وأعلنت المفوضية السامية لشئون اللاجئين مكتب ليبيا يونيو المنصرم عن تسجيل ما يزيد عن 40 الف من اللاجئين السودانيين منذ بدء الحرب في أبريل 2023م.

وقالت في تدوينة على صفحتها بالفيس بوك إن أكثر من 20 الف سوداني طلبوا الحماية والمساعدة من المفوضية.

وفي ذات الاتجاه كشف هيثم يس الأمين عضو لجنة مبادرة استقبال اللاجئين السودانيين بمدينة الكفرة الليبية عن تواجد الآلاف من اللاجئين بالمزارع والساحات مع دخول المئات يومياً من السودان.

وقال هيثم لـ”دارفور24″ إن بعض الأسر تفكر في العودة العكسية إلى السودان للأوضاع السيئة التي تواجه العديد منهم رغم جهود الحكومة الليبية والتي ظلت تقدم لهم معينات كبيرة من غذاء ومياه الشرب والأغطية والمشمعات منذ فبراير وأبريل وآخرها في يونيو المنصرم.

وأشار إلى اكتظاظ المزارع بالعائلات في وضع مأساوي يحتاج إلى تدخل المنظمات الوطنية والدولية لتقديم الخدمات الصحية والغذائية لهم.

وأكد وجود بعض العائلات في مدينة الكفرة لإكمال الإجراءات، مشيرًا إلى نفاد مستهلكات التحاليل الطبية لاستخراج الكرت الصحي وبطاقة الحصر الأمني ليتثني لهم السفر إلى بقية المدن.

وبحسب هيثم بلغ عدد السودانيين بمدينة الكفرة نحو 40 الف سوداني، بينما توجه بعضُ منهم نحو مدن “جالو والبيضاء والمرج وأجدابيا وطبرق وبنغازي” في الشرق الليبي، فيما توجه آخرون نحو “مصراتة وطرابلس” بالغرب.

وقيدت السلطات الليبية عملية دخول السودانيين إلى داخل الحدود الليبية منذ شهر أبريل الماضي وأبلغت السلطات السودانية في الحدود بين البلدين بذلك وبررت ذلك بعملية حصر وتقنين وجود اللاجئين السودانيين داخل مدينة الكفرة.

ونشرت السلطات الليبية عدد من الدوريات الصحراوية ومنعت تهريب الوقود والمهاجرين وشددت من إجراءات الدخول مع مصادرة السيارات وفرض غرامات مالية تتجاوز 7 الف دينار أو ما يعادل 1000 دولار أمريكي لسائق المركبة المخالف في نقل العائلات السودانية إلى داخل الحدود الليبية.

وخصص الاتحاد الأوروبي في بيان له على موقعه بالإنترنت إطلعت عليه “دارفور24” الثلاثاء نصف مليون يورو كتمويل إنساني لمنظمة الصحة العالمية (WHO)  لتوفير الرعاية الصحية الأولية للفئات الأكثر ضعفاً من السودانيين الفارين إلى ليبيا.

وقال الإتحاد إن أكثر من 1200 سوداني يدخلون يوميا إلى ليبيا قادمين من الكفرة، وأن هذا الرقم يمثل زيادة بمقدار ستة أضعاف مقارنة بشهر ديسمبر 2023.

وأشار الاتحاد إلى أن ما يقرب من نصف الوافدين الجدد هم من النساء والأطفال ينضمون إلى حوالي 40,000 سودانيا موجودين أصلا ويتوزعون في جميع أنحاء جنوب شرق ليبيا.

وسيتم استخدام المبلغ في إنشاء عيادة متنقلة لتقديم العلاج الطبي مباشرة للفئات السودانية الضعيفة وإرسال الفرق الطبية تشمل أخصائيي الصحة النفسية وتوفير مستلزمات ومعدات لتحسين الخدمات الصحية.