نيروبي ــ دارفور24
تزايدت أعمال النهب المسلح من قبل مجموعات مسلحة بأسواق وأحياء مدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور وفق ضحايا وشهود أعيان تحدثوا لـ “دارفور24”.
وكشف موظف حكومي فضل حجب هويته لـ “دارفور24” عن تعرضه لعملية تهديد مسلح بحي الجير غرب مدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور عقب نزوله من الموصلات، حيث أوقفه أفراد مسلحون يستغلون ركشة وأطلقوا الرصاص في الهواء لترهيبه قبل أن ينهبوا حقيبة بها جهاز حاسوب وبعض الأوراق وهاتفه الشخصي وهربوا إلى جهة مجهولة.
وذكر أن حادثة أخرى جرت وقائعها بأحد أحياء مدينة نيالا لزميلته بالعمل ونهب منها جهاز حاسوب وهاتف وبعض المقتنيات ودونت بلاغاً لكن دون جدوي.
وأطلق مسلحون؟ في يونيو المنصرم، النار على الطالب الجامعي أبو بكر احمد هارون علي، ما أدى إلى مقتله في الحال بعد محاولة نهب هاتفه ومقاومته لهم أمام مركز يشفين الطبي بشارع الضعين وسط نيالا.
ومنع رئيس الإدارة المدنية بجنوب دارفور التابعة لقوات الدعم السريع محمد أحمد حسن، حمل الأسلحة في الأسواق والتجمعات العامة، كما فرض حظر تجوال جزئي داخل مدينة نيالا من الساعة التاسعة ليلا إلى الساعة الخامسة صباحًا وحظر ردف أي شخص إضافي في الدراجة النارية.
وقال أحد التجار بسوق قادرة جنوب غرب نيالا، إن شقيقه تعرض للتهديد بالسلاح عقب خروجه من السوق يوم الخميس الماضي، من قبل قوة مسلحة تستغل سيارة عليها مدفع وتخييره بين القتل أو تسليم المبلغ الذي بحوزته.
وأضاف، خلال حديثه لـ “دارفور24″، إن “شقيقه سلمهم مبلغ 5 ملايين جنيه سوداني حفاظا على حياته، ومن ثم اتجهت القوة المسلحة في غرب المدينة”.
ووفقاً لعدد من شهود العيان، تشهد مدينة نيالا التي تقع تحت سيطرة قوات الدعم السريع منذ أكتوبر العام الماضي، حالات نهب مسلح واسعة للهواتف النقالة والمبالغ المالية بأحياء الوحدة جنوب المدينة والجير غرب المدينة والنهضة شمال غرب المدينة وعدد من الاحياء الاخري.
وقال أحد أفراد المباحث من مدينة نيالا ــ فضل حجب اسمه ــ لـ”دارفور24″ إن قرارات رئيس الإدارة المدنية لم تنفذ إلا في الأسابيع الأولي والتي ساهمت في استقرار الأمن وانخفاض معدل الجريمة.
وأوضح إن حجم الجريمة في نيالا زاد بسبب قلة أفراد الشرطة في المراكز وضعف الإمكانيات اللوجستية من سيارات ومرتبات وعدم وجود أجهزة أمن منعية مثل المباحث الجنائية والمخابرات العامة والشرطة الأمنية وإدارات الشرطة المختصة مثل المخدرات والمرور والجنايات والنجدة.
وأفاد أنه قام برصد الجرائم الواقعة على النفس بسبب النهب المسلح والمخدرات خلال شهر فقط بجنوب المدينة والتي بلغت مقتل 6 أشخاص وجرح نحو 13 ونهب مايفوق 17 مليون جنيه سوداني.
وأضاف:” مع غياب سلطة النيابة والقضاء والقانون الرادع وانتشار السلاح واتعدام السيولة وارتفاع الأسعار ستكون معدلات الجريمة أكبر وفي مساحات واسعة من المدينة وفي جميع الاوقات”.
وبرر مصدر بقوات الدعم السريع عمليات النهب والسلب بمدينة نيالا لوجود عناصر تنتحل صفة أفراد الدعم السريع وتشويه سمعتها وسط المواطنين.
وكشف المصدر الذي ــ فضل حجب اسمه ــ لـ “دارفور24” عن خطة تم إعدادها مع الإدارة المدنية لبناء لجان أمنية بالأحياء وتدريب عناصر شرطية جديدة لسد الفجوة وإنشاء النيابات بأقسام الشرطة ومحاربة الظواهر السالبة بالأحياء والأسواق وتجفيف منابع المجرمين عبر الحملات المنعية والمحاكمات الفورية والرادعة.