تقرير: دارفور24

روى فارون من الصراع العسكري في مدينة الفاشر إلى منطقة طويلة، تفاصيل مرعبة حول ما عاشوه داخل المدينة التي أصبحت “قطعة من الجحيم” نتيجة القتال بين الجيش السوداني وحلفائه من جهة وقوات الدعم السريع من جهة أخرى.

وتشهد مدينة الفاشر اشتباكات مستمرة منذ 10 مايو الماضي بين الجيش السوداني وقوات الحركات المسلحة المتحالفة معه وقوات الدعم السريع خلفت أكثر من الف قتيل وجريح بحسب منظمة أطباء بلاحدود وفرار الالاف من السكان نحو المناطق المجاورة.

طفلة في الثامنة من عمرها تروي مأساتها وتقول إنها واجهت الموت أكثر من مرة خلال رحلة فرارها من معسكر أبوشوك للنازحين في الفاشر إلى مدينة طويلة.

تقول: “كنا نسمع أصوات الإشتباكات من بعيد، قبل أن تصلنا القذائف المدفعية داخل المخيم، وشاهدنا جثث أصدقاؤنا جامدة لا تتحرك”۔

وتضيف:” أصابتنا الرعب فصرخنا طالبين النجدة من الكبار، ولكن الأباء والأمهات أيضاً كانوا خائفين مثلنا، وأخذونا مع بعض الأمتعة، وهربوا بنا من الفاشر تاركين خلفنا كل شيء الى هذا المكان الذي لا أعرف فيه شيء” وتقصد منطقة طويلة۔

نازحة أخرى تحكى صعوبة الأوضاع التي دفعتها للخروج من الفاشر إلى منطقة طويلة، مؤكدة أن القذائف كانت تتساقط بجوار بيتها كلما وقع إشتباك بين الجيش والدعم السريع، فضلًا عن ارتفاع وشح المواد التموينية وإنعدام مياه الشرب، وهو ما أجبرها على الخروج من الفاشر باتجاه طويلة.

تهديدات

وأشارت إلى أنها واجهت في طويلة تهديدات أخطر من القذائف والذخائر، إذ تفاجأت بانعدام الغذاء والجوع بسبب غياب المساعدات الإنسانية، مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية مع تزايد عدد النازحين القادمين كل يوم من الفاشر.

وأشارت إلى تهديدات الأمطار التي بدأت تهطل في المنطقة بغزارة، مع إمتلاء مركزي الأيواء الوحيدين في المنطقة، وانعدام فرص إيجاد مواد الإيواء.

ومنذ 24 من شهر مايو 2024م، بدأت أفواج سكان الفاشر، خاصة النازحين القدامى في مخيمات أبو شوك ودار السلام، النزوح مجددًا نحو مناطق جبل مرة، حيث وصلت في اليوم الأول حوالي317 أسرة إلى منطقة طويلة، إستقرت في مركزي إيواء جهزتها لجنة طواريء طويلة لإستقبالهم.

وفي يوم27 مايو الماضي وصل عدد 1421 أسرة، وفي يوم 31 مايو، دخلت 1250 أسرة طويلة لتتوالي قوافل النزوح حتى يوم أمس الاثنين، الذي بلغ فيه عدد الأسر (6841) أسرة حسب إحصائية لجنة طواريء طويلة.

وناشدت لجنة طوارئ طويلة المنظمات الدولية الإسراع في التدخل لإنقاذ الموقف، نسبة لزيادة النازحين إلى ما هو أكثر من طاقة المنطقة، موضحة أن اللجنة تمكن من توفير عدد (2) مركزا للإيواء وتسعى في إيجاد البدائل، لكن ذلك ليس كافياً لتوفير حاجة النازحين الشديدة للغذاء والإيواء أولاً قبل الدواء۔

وأشارت الى وجود مركز صحي واحد في منطقة طويلة إنعدمت فيه الأدوية نتيجة لكثرة المترددين۔

يذكر أن سعر مد الذرة في سوق طويلة قد بلغ حتى يوم الإثنين 5000 جنيه، وكيلو لحم العجالي بلغ 5000 جنيه، بينما الويكة والصلصة المنتجة محلياً والتي كانت تتوفر في المنطقة بكميات قبل النزوح، بلغ سعر رطل كلٍ منها 200 جنيه، وسعر قطعة الصابون 800 جنيه۔