الجنينة ــ دارفور24
تزداد المخاوف في ولاية غرب دارفور من فشل موسم الزراعة الذي يبدأ في يونيو الجاري، بعد فشل الموسمان الماضيان بسبب الصراع الأهلي وانعدام الأمن.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة الفاو، في تقرير نشرته في مارس المنصرم، إن موسم الزراعة السابق فشل ولاية غرب دارفور بسبب منع المزارعين من الوصول إلى حقولهم.
ويعمل معظم سكان غرب دارفور في الزراعة والرعي، حيث عادة ما تحدث بينهما احتكاكات تتطور إلى نزاع قبلي، خاصة في السنوات الأخيرة بسبب التوسع في الأراضي المزروعة على حساب المساحات البور التي ترعي فيها المواشي وتغول المزارعين على مسارات المراحيل.
وتسبب فشل الموسم السابق في تعقيد الأوضاع المعيشية لكثير من سُكان الولاية والتي تفاقمت جراء الحرب المندلعة بين الجيش وقوات الدعم السريع قبل أن تخضع غرب دارفور لسيطرة الأخيرة، وهذا التدهور أجبر بعض مواطني كرينك على أكل علف الحيوان “الإمبار” وأهالي من سربا إلى تناول أوراق الأشجار لسد الجوع.
ويتحدث مراقبون على أن ولاية غرب دارفور مقبلة على مجاعة كبيرة حال لم يتمكن المزارعون من زراعة أراضيهم، لكن الأمر يواجه تعقيدات عديدة منها كيفية عودة الفارين من الحرب إلى مناطقهم.
وشكلت حكومة ولاية غرب دارفور لجنة عليا لحماية الموسم الزراعي ضمت الإدارات الأهلية وممثلين للرعاة والمزارعين وقوات الدعم السريع، لتعمل على وضع خطط لحماية الموسم الزراعي ومعالجة المشاكل والاحتكاكات التي تحدث حول ملكية الأراضي والحدود الجغرافية.
وقال مقرر هذه اللجنة ومدير عام وزارة الزراعة عبد اللطيف محمد صابر لـ “دارفور24″، إن الولاية وضعت خطة لزراعة مليوني و126 ألف فدان من المحاصيل الزراعية لتحقيق أمن غذائي يُقدر بـ 207 ألف طن.
وأشار إلى أن تحقيق هذا الهدف يتطلب مساعدة المنظمات الوطنية والإقليمية لإنجاح الموسم الزراعي، حيث أبدت المنظمات رغبة أكيدة في مساعدة إنسان ولاية غرب دارفور .
بدوره، قال المسؤول الأهلي مسار عبد الرحمن إن غرب دارفور مرت بظروف صعبة قادت إلى فشل موسمين الى التوالي، حيث يتطلب الأمر التركيز على الترتيب لحماية الموسم الزراعي منذ وقت مبكر وتشجيع المزارعين على الزراعة.
وأفاد والي ولاية غرب دارفور المكلف ورئيس اللجنة العليا لحماية وإنجاح الموسم الزراعي تجاني الطاهر كرشوم، بأن فشل الموسم الزراعي لهذا العام سيؤدي لحدوث مجاعة كبيرة بالولاية في ظل ظروف الحرب التي تشهدها البلاد .
وناشد تجاني كرشوم، في تصريح لـ “دارفور24، وكالات الأمم المتحدة والمنظمات العاملة في مجال العون الإنساني بالتدخل العاجل لسد الحوجة الكبيرة من الغذاء والدواء والمياه لإنقاذ حياة المواطنين
ويعاني المزارعين في ولاية غرب دارفور في مرحلة الحصاد لتزامنه مع عودة الرعاة قبل أن التمكن من حصاد المحاصيل، حيث يتعمد بعض الرعاة إدخال مواشيهم في المزارع وإتلاف المحاصيل، ولذلك إن لم يتوفر الأمن هذا العام ربما يدخل السكان في مجاعة طاحنة.