الفاشر ــ دارفور24
كشف مدير عام وزارة الصحة ولاية شمال دارفور إبراهيم عبد الله خاطر، الأحد، عن مقتل عدد من المرضى من الجرحى والمرافقين عقب هجوم الدعم السريع على مستشفى الفاشر الجنوبي الذي توقف عن العمل.
واقتحمت قوات الدعم السريع يوم السبت مستشفى الفاشر الجنوبي الذي تعرض لقصف ثلاث مرات خلال الفترة من 25 مايو إلى 3 يونيو الجاري قُتل خلالها شخصان وإصابة 14 من المرضى ومقدمي الرعاية.
وأعلن إبراهيم عبدالله خاطر، في تصريح لـ “دارفور24″، خروج المستشفي الجنوبي الفاشر من الخدمة بعد تعرضه للقصف واللعتداء على الكوادر الطبية والمرضي والمرافقين وتخريب المعدات الطبية والمكاتب وسرقة أموال تخص مرتبات العاملين ونهب أدوية ومستهلكات طبية وسيارة إسعاف تتبع لمنظمة أطباء بلاحدود.
واعتبر خاطر خروج المستشفي الجنوبي الذي يسع 120 سريرا ويضم أقسام النساء والولادة وقسم الجراحة العامة وجراحة العظام والعناية المكثفة والأسنان من الخدمة انهيارا للوضع الصحي بالولاية، بعد خروج مستشفي الفاشر التعليمي من الخدمة وتعرض مستشفى الأطفال التعليمي للنهب والسرقة والتخريب واتخاذه ثكنة عسكرية منذ بداية الحرب أبريل العام الماضي وخروج مستشفي العيون ومستشفى بابكر نهار الذي تعرض للقصف عدة مرات وخرج عن الخدمة.
وأفاد بأن ولايات دارفور الخمس كانت تعتمد مستشفى الفاشر الجنوبي كمرجع في الجراحة وجراحة العظام والباطنية، مما سيدخل الإقليم في حالة من الحزن لعدم قدرته تقديم الخدمات الطبية.
وكشف خاطر عن نقل بعض المرضى عقب استشعارهم وجود خطر عليهم وتحويل بعضهم نحو المراكز الصحية القريبة بالأحياء ومركز سيد الشهداء، والبدء في استخدام بعض مباني المستشفي السعودي الجاهزة غرب المدينة وإعادة تأهيل بقية المباني لاستقبال الجرحى والحالات الطارئة والاستفادة منها كبديل مؤقت.
وقال خاطر إن اقتحام المستشفي بتسلل أفراد مسلحون من قوات الدعم السريع عمدًا إلى داخل المستشفى، أدى إلى نقل عدد من المرافقين لذويهم المرضي خارج المستشفى والاعتداء على مدير المشفى وإصابة المدير الطبي للحوادث للإصابة بعد وقوعه من الجدار ومقتل عدد من الجرحي ومرافقيهم دون معرفة الرقم الحقيقي لهم حتي الآن. وأشار إلى انسحاب القوة المعتدية من المستشفي وجري نقل الكوادر الطبية والعاملين إلى مكان آمن داخل مدينة الفاشر.
واشترط خاطر إعادة تشغيل المستشفى بابتعاد قوات الدعم السريع من المناطق حول المستشفي خاصة وجود ارتكازات للجيش السوداني والقوات المشتركة بمسافة لا تتجاوز 500 متر ووقوع اشتباكات مستمرة بينهم مما يخلف رصاص طائش وقذائف متواصلة تستهدف مباني المستشفى.
وأضاف: “يجب إبعاد الطرفين لمسافات بعيدة حتي يتم التفكير في إعادة الافتتاح”.
وعن مصير مرضي وجرحى المستشفي الجنوبي، قال إنه تمت إعادة إدخالهم إلى عنابر المستشفى السعودي رغم الضيق الذي يعانيه باعتباره خاص بأمراض الناسور.
واستنكر هجوم الدعم السريع على المستشفى الذي ينادي بالديمقراطية والمساواة وحقوق الإنسان لكن الواقع عكس، معتبرًا سيطرتها للمستشفى بدافع معنوي باعتبارها تقدم خدمة للجميع.
وأكدت منظمة أطباء بلا حدود خروج المستشفى الرئيسي في مدينة الفاشر عن الخدمة.
وقالت إن المستشفى الجنوبي يعتبر مستشفى الإحالة الرئيسي لعلاج جرحى الحرب في الفاشر والوحيد القادر على التعامل مع الإصابات الجماعية.
وأشارت إلى أنه في الفترة بين 10 مايو إلى 6 يونيو الجاري، استقبل المستشفى أكثر من 1300 جريح.
ويعمل المستشفي العسكري الواقع في محيط قيادة الفرقة السادسة مشاة الفاشر غرب المدينة في تقديم الخدمات الطبية لمنسوبيه وبعض المواطنين، وكشف مصدر عسكري تدني خدماته خلال الفترة الأخيرة مما استدعي استقبال الحالات الحرجة في مراحلها الأخيرة بالنسبة للمواطنين.
ويعد مستشفي الشرطة محدود الإمكانيات ويقدم الخدمة لأفراد الشرطة وعائلاتهم في الوقت الحالي وفقاً لمصادر “دارفور24”.