الفاشر ــ دارفور24
لا يقتصر النزاع في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، على الجيش وقوات الدعم السريع فقط، حيث تعددت أطراف معاركها من مليشيات وحركات ومستنفرين ما جعلها المنطقة الأكثر سخونة في السودان.
وبدأت معارك الفاشر في 10 مايو المنصرم، بعد أن حشد طرفا الحرب آلاف الجنود والمقاتلين من الحركات والمليشيات والمستنفرين للقتال إلى جانبها، باعتبارها معركة مصيرية يمكن أن تحدد مستقبل إقليم دارفور.
وتتشكل أطراف الحرب الرئيسية في الفاشر من الجيش والدعم السريع والقوات المشتركة، وهي تحالف الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق سلام جوبا 2020 وتتشكل الحركات المسلحة التي تتشكل من حركات تحرير السودان بقيادة مني اركو مناوي والعدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم بعدما انشقت عنها مجموعة بقيادة سليمان صندل واختارت التقارب مع الدعم السريع، وينسحب الأمر على حركتي تحرير السودان المجلس الانتقالي بقيادة الهادي إدريس وقوى تحرير السودان بقيادة الطاهر حجر اللتان انشقت عنهما مجموعات واختارت القتال بجانب الجيش .
ورغم أن القوة المشتركة للحركات المسلحة تقاتل بجانب الجيش إلا أن خارطة الانتشار والسيطرة على الأرض مستقلة عن الجيش على نحو ما.
ويدافع الجيش والحركات المتحالفة معه ومليشيات أخرى عن المدينة بضراوة شديد لاتخاذها مركزًا لإعادة السيطرة على مناطق الإقليم من قبضة الدعم السريع الذي يحاول إكمال سيطرته على الإقليم بانتزاع الفاشر.
وحال سقطت الفاشر يصبح الدعم السريع مسيطر على الإقليم عدا مناطق صغيرة منها ثلاث محليات تقع في ولاية وسط دارفور تخضع لسيطرة حركة تحرير السودان ــ بقيادة عبد الواحد محمد نور.
التواجد العسكري الرسمي
تتكون الفرقة السادسة مشاة، وهي قاعدة الجيش في الفاشر، من عدد من الوحدات العسكرية المهمة من بينها سلاح المدفعية والمهندسين والدفاع الجوي وسلاح الإشارة.
وقال مصدر عسكري لـ “دارفور24” إن مدينة الفاشر بها قوة احتياطية من الفرق العسكرية التي سقطت في مدن نيالا بجنوب دارفور والضعين بشرق دارفور وزالنجي بوسط دارفور والجنينة بغرب دارفور، إضافة لعدد من الحاميات العسكرية في منواشي وبرام ورهيد البردي وكأس بجنوب دارفور وحاميات كبكابية وأم كدادة وكتم بشمال دارفور.
وقدر القوة الاحتياطية بأكثر من 14 ألف جندي لم يتم إدخالهم ساحات المعارك بعد.
وكشف عن تواجد 4 آلاف شرطي من مدن إقليم دارفور بمدينة الفاشر يعملون مع شرطة شمال دارفور في عمليات التأمين الداخلي لمدينة الفاشر وانضمام آخرين لقوات الاحتياطي المركزي وهي فصيل قتالي تابع للشرطة.
الحركات.. تصفية الخلافات القديمة
وأفاد قيادي عسكري بالقوة المشتركة للحركات المسلحة التي تقاتل بجانب الجيش السوداني ضد قوات الدعم السريع، بوجود أعداد كبيرة من أفراد القوة المشتركة بما يقارب من الـ 60 ألف مقاتل.
وتتكون القوة المشتركة من حركة جيش تحرير السودان قيادة مني أركو مناوي والعدل والمساواة بزعامة جبريل إبراهيم وقوات من تجمع قوي تحرير السودان بقيادة ميدانية للجنرال عبود خاطر وقوات من حركة جيش تحرير السودان ــ المجلس الانتقالي تحت رئاسة صلاح رصاص وبقيادة ميدانية لعثمان عبد الجبار.
وقال القائد العسكري لـ “دارفور24” إن القوة المشتركة جرى تقسيمها لأربعة مجموعات رئيسة في غرب وجنوب وشمال وشرق الفاشر.
وأكد على تواجد قوات تتبع لحركة تحرير السودان ــ المجلس الانتقالي قيادة الهادي إدريس وقوة أخري تتبع لتجمع قوي تحرير السودان بزعامة الطاهر حجر انضمت أعداد منها للجيش والقوة المشتركة، فيما انسحب البقية خارج المدينة.
مليشيات عديدة
وإلى جانب الحركات المسلحة، توجد جماعات أخرى تقاتل مع الجيش ضد قوات الدعم السريع التي كثفت قصفها المدافعي على أحياء الفاشر ومخيمات النزوح فيها.
وقال المسؤول الأهلي محمد محمود إسماعيل إن الحرب فرضت عليهم حمل السلاح مع المقاومة الشعبية وإستنفار ابنائهم في صفوف الجيش.
وأشار، في حديثه لـ “دارفور24″ إلى أن الجيش قام بتدريب ما يقارب 6 آلاف مستنفر ضمن المقاومة الشعبية العام الماضي للقتال إلى جانبه.
وذكر أن هنالك قوة أخرى تسمي المقاومة الشعبية للدفاع عن النفس”قشن” وهم أفراد مسلحون في الأحياء من المواطنين لحماية ممتلكاتهم وأنفسهم في مواجهة قوات الدعم السريع ومكونة من معظم شباب الأحياء.
ووفقًا لمصادر “دارفور24″، انضمت قوات شوقارة للقتال إلى جانب الجيش السوداني وهي قوات أهلية أسسها والي شمال دارفور الأسبق عثمان محمد يوسف كبر وتتخذ من احدي مناطق محلية أم كدادة 150 كلم شرق الفاشر مقرًا لها.
وذكر مصدر ــ فضل حجب هويته ــ أن قوات شوقارا المعروفة في بلدة أم كدادة تسللت بالمئات إلى الفاشر خلال أبريل ومايو الماضيين ويتواجد أفرادها حاليا في مواقع متقدمة مع الجيش.
وفي مخيم زمزم 20 كلم ج.غ الفاشر، قال شهود عيان إن القوات المحلية المعروفة بالـ “تكوشات” والتي تكونت بعد العام 2019 من جنود سابقين بالحركات المسلحة وبعض الشباب من النازحين بالمخيم عقب تعرض سكان المخيم في الحقول الزراعية لهجمات من الرعاة والتي كانت تهدف لحمايتهم زاد عدد أفرادها بصورة ملفتة عقب حصار الفاشر .
وأصبحت مجموعة “تكوشات” تسير دوريات محلية وأقامت عدد من الارتكازات لحماية المخيم من هجمات المسلحين وسد ثغرة الاتجاه الجنوبي الغربي لمدينة الفاشر.
وقدر شاهد عيان لـ “دارفور24” أعداد القوة بما يزيد عن 500 مسلح يعملون بصورة راتبة في حماية المخيم.
ورغم أن رئيس مجلس الصحوة؛ موسى هلال أعلن وقوفه مع الجيش لكن مصدر عسكري قال لـ ”دارفور24“ إن هلال لا يقاتل مع الجيش فعلياً في الأرض .
استنفار الدعم السريع وسط القبائل
ويقاتل مع قوات الدعم السريع بمدينة الفاشر أعداد من المستنفرين من القبائل العربية بدارفور.
ورصد شهود عيان تحدثوا لـ “دارفور24” توافد أعداد من المقاتلين بمتحركات كبيرة من مناطق جنوب وشرق ووسط وغرب دارفور.
وقال أحد قادة الإدارة الأهلية بجنوب دارفور إن لجنة إسناد واستنفار خاصة بقوات الدعم السريع بقيادة الناظر محمد يعقوب إبراهيم والرائد شرطة عبدالرازق الدليل والعمدة محمد مصطفي أبونوبة قامت بالطواف على محليات برام وقريضة وعد الفرسان الكبرى وكتيلا ورهيد البردي والسلام ونتيقة بغرض تجهيز مقاتلين للدعم السريع بمدينة الفاشر.
وذكر أن الناظر حدد لكل عمدة بالإدارة الأهلية تسجيل 200 مقاتل، على أن يبلغ ربط المحلية ألف مقاتل، حيث جرى حشد أعداد منهم والدفع بهم إلى الفاشر بإسم متحرك نيالا.
وكشفت مصادر لـ “دارفور24″، تشكيل قوات الدعم السريع في ولاية وسط دارفور لجنة استنفار طافت على محليات بندسي وأم دخن بالمكرفون وحثت الشباب لـ “الاستنفار من أجل تحرير مدينة الفاشر”.
ولم تقتصر تجربة الاستنفار على جنوب ووسط دارفور، حيث قاد وكيل ناظر الرزيقات موسي مادبو الاستنفار بنفسه في محليات شرق دارفور ومخاطبة الأهالي بضرورة المشاركة في القتال مع الدعم السريع.
ومن الصعوبة التكهن بما تؤول إليها معارك الفاشر، نظرًا لتعدد أطراف القتال وزيادة حدة الاستقطاب الأهلي وانتشار خطاب الكراهية.