الفاشر – دارفور24

عاد الهدوء الحذر إلى مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور غرب السودان، اليوم الثلاثاء، بعد أيام عصيبة مرت بها المدينة من استمرار المعارك لأكثر من من أسبوعين.

وقتل يوم الاثنين 6 أشخاص وجرح 10 إثر قصف مدفعي من قوات الدعم السريع نحو أحياء الوادي وتمباسي والرديف، وفقًا لمصادر طبية.

وتشهد مدينة الفاشر معارك ضارية منذ 10 مايو الماضي بين الجيش السوداني وقوات الحركات المسلحة المساندة له ضد قوات الدعم السريع أدت إلى مقتل وجرح أكثر من الف شخص وفقاً لمنظمة أطباء بلاحدود.

نزوح

وأدت المواجهات المسلحة بالفاشر نزوح السكان نحو أحياء جنوب وغرب المدينة ومخيم زمزم والخروج من المدينة نحو مناطق طويلة وروركرو والضعين واللعيت جار النبي ونيالا ومليط ودربات وقولو ومحلية دار السلام والكومة.

ووفقاً لـ”أوتشا” إبتدءاً من الأول من أبريل الماضي وحتي 31 مايو الماضي تم تشريد ما يقدر بـ 130 الف شخص ما يعادل 26 الف أسرة بسبب الاشتباكات بمدينة الفاشر.

وأدت الاشتباكات في الأحياء الشمالية والشرقية والجنوبية الشرقية من مدينة الفاشر في مايو الماضي الى نزوح ما يقارب 90 الف شخص أي حوالي 18 الف أسرة.

إسقاط جوي

وقالت وزارة الخارجية السودانية في بيان الثلاثاء إن وزارة الصحة الاتحادية بالتعاون مع القوات المسلحة أوصلت نحو 20 طن من الأدوية الى مدينة الفاشر عبر الإسقاط بواسطة الطيران الحربي يوم الاثنين.

وقال الدكتور أبوبكر عبدالله مدير فرع الصندوق القومي للامدادات الطبية شمال دارفور لـ”دارفور24″ إن الأدوية التي وصلت هي “محاليل وريدية وخيوط جـراحية وحقن فارغة وكانيوالات وأدوية تخدير ومضادات حيوية”.

وذكر أن وصولها جاء في الوقت المناسب وجرى توزيعها إلى المستشفى والمراكز الصحية.

أزمة مياه

وتشهد مدينة الفاشر أزمة مياه حادة بمخيمات النازحين والأحياء، وقال أحد أعضاء مبادرة غرفة طوارئ الفاشر السلطان فخر الدين عمر إدريس، لـ”دارفور24″ إنهم قرروا توزيع المياه للمنازل عبر استئجار تانكر ماء بمعدل برميل للمنزل، وأشار إلى أن مدينة الفاشر تعاني من قديم الزمان من أزمة المياه في فصل الصيف.

وأضاف: “ظروف الحرب الحالية صعبت مهمة الحصول على الماء ووصل سعر البرميل إلى 6 الف جنيه ولا تملك بعض الأسر قوت يومها وقررنا التدخل لتخفيف العبء”.

وناشد فخر الدين المنظمات الوطنية والدولية بالتدخل العاجل لتوفير مياه الشرب لمخيم أبشوك وزمزم والذي يعاني فيه السكان من نقص حاد في مياه الشرب، حيث تتحصل الأسرة على 2 جركانة فقط في اليوم بعد قضاء 12 ساعة في مورد الماء.

انعدام السيولة النقدية

وأعاد تجار سوق المواشي الواقع جنوب المدينة فتح المحلات التجارية جزئياً بعد إغلاق لأكثر من 3 أيام بسبب الإشتباكات.

وقال التاجر بالسوق موسي محمد إبراهيم لـ”دارفور24″ إن تجار الخضر واللحوم وبعض محلات البقوليات باشروا أعمالهم بحذر، في وقت كشف فيه عن وجود أزمة حادة في السيولة النقدية.

ورفض التجار التعامل عبر التطبيقات البنكية والمطالبة بالتعامل النقدي فقط، وذكر أن التجار يأخذون عمولة 10% مقابل المبالغ النقدية كاشفاً عن أوضاع معيشية صعبة بالمدينة بعد ارتفاع أسعار السلع الغذائية.

انقطاع الاتصالات

وكشف مهندس تقني بإحدي شركات الإتصالات فضل حجب اسمه لـ”دارفور24″ عن استهداف الطيران الحربي للكوابل الخاصة بالاتصالات بمنطقة الكومة 76 كلم شمال شرق الفاشر بجانب قطع احدي الكوابل بمنطقة شنقل طوباي من قبل مجموعة مسلحة، أدى إلى انقطاع تام للشبكة من جميع مدن إقليم دارفور.

وإتهم أطراف الصراع بإنتهاك حقوق المواطنين وتدمير البنية التحتية للاتصالات ونهب الوقود من الأبراج بالمناطق المختلفة من دارفور.