تقرير: دارفور 24
حذر خبير بوزارة الزراعة والغابات والثروة الحيوانية ولاية وسط دارفور، من مجاعة في دارفور ستتجاوز نتائجها ما سبقت من المجاعات التي ضربت السودان.
وقال الخبير الذي فضل حجب اسمه لـ”دارفور24″ إنه “حال استمرت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لمدة شهر واحد من الآن، فإن لمجاعة ستقع”.
وأوضح أن غالبية سكان إقليم دارفور يعتمدون في معاشهم على محاصيل الذرة والدخن والفول والويكة التي تزرع فقط خلال موسم الخريف، الذي لن يتمكن المزارعين من زراعتها في الموسم المقبل، حسب قوله.
وتوقع الخبير الزراعي “ص، ع، ع”، تراجعًا كبيرًا في الإنتاج الزراعي والمساحات المزروعة، للموسم الزراعي 2024م الى أقل من مليون فدان من جملة الثلاث ملايين و(400) ألف فدان، من المساحات التي كانت تزرع في المواسم السابقة.
وأشار إلى عدم الاستقرار الأمني، ونزوح ولجوء غالبية السكان بفعل الحرب، وانعدام المقومات الزراعية من آليات وتقاوى ومبيدات، في ظل غياب مؤسسات الدولة الزراعية والبنوك والمنظمات، الداعمة للمزارعين.
وأوضح أن ولاية وسط دارفور، التي تتجاوز فيها معدلات هطول الأمطار في أغلب المواسم الـ(500) ملمتر مكعب، كانت قبل الحرب تعتبر أكثر ولايات دارفور إنتاجاً للذرة والدخن والويكة والسمسم، حيث بلغ إنتاج موسم العام 2022م حوالي (278)طن من المحاصيل الغذائية، كانت كافية لسكان الولاية، وتفيض للتصدير إلى للولايات الأخرى.
وقف الحرب أو المجاعة
وأشار الخبير إلى غياب مؤسسات وزارة الزراعة والثروة الحيوانية، التي كانت تقوم بتوفير التقاوي، والإرشاد الزراعي، ومكافحة القوارض والديدان، بجانب المسح الزراعي قبل الزراعة وبعد الحصاد.
وتوقع حتمية المجاعة التي ستحصد الآلاف من الأرواح كما ستترك آثاراً ونتائج أسوأ مما أفرزته الحرب والمجاعات السابقة، حسب قوله.
وأضاف أنه “في حال استمرار الصراع بين طرفي الحرب لا يمكن لوزارة الزراعة ولا المنظمات أن تتدخل لإسعاف الموقف، لأن الاثنين يعملان وفقاً لاتفاقيات فنية، يتطلب تنفيذها تفهمًا وتعاونًا من طرفي الحرب، وهو ما لم يتوفر على الأرض حالياً”.
لسان المزارع
لخص المزراع موسى هارون مهددات موسم خريف المقبل في تعليقه “نحن بين خيارين لا ثالث لهما، إما أن نزرع أو نجوع، لذلك سنزرع متوكلين على الله، إما أن يكتب الله لنا فيها قسمة فنحصد ما زرعناه، بحمايته تعالى للمحاصيل وأرواح المزارعين، من القوارض والآفات وبنادق المتفلتين، فننجو وتنجو محاصيلنا، ونكون قد نجونا من خطر الجوع والموت والخوف، وإما أن نزرع فتحصد المحاصيل الآفات، كما فعلت في الموسم الماضي، وتصبح زراعتنا علفاً لأبقار الرعاة المسلحين، هذا إذا لم يحصدوا أرواحنا معها”.
وتابع: “نحن في الحالتين مجبورين على زراعة هذا الموسم رغم ضيق الإمكانات وانعدام مؤشرات نجاحه، في ظل المهددات الأمنية التي تتربص بنا من كل جانب، وغياب المنظمات والبنوك الداعمة”.
مساعي لتأمين الموسم
من جانبه أفاد مصدر مدني فضل حجب اسمه، أن قوات الدعم السريع تسعى لتوفير الاستقرار الأمني في مناطق المزارعين بالتنسيق مع اللجان التنسيقية بالمحليات والوحدات الإدارية والإدارات الأهلية.
وأوضح أن قوات الدعم السريع بعد استلامها للولاية باتت أكثر حرصاً على توفير استقرار الأمن الغذائي لسكان الولاية، وتسعى لتحقيق الاستقلال والإستقرار الاقتصاديين، وأول الخطوات لذلك الهدف هو تمكين المزارعين من زراعة كل المساحات المحضرة لمواسم الخريف والشتاء والصيف، حتى تتوفر المحاصيل الزراعية والنقدية والخضر والفواكه، وفق قوله.
واستبعد المصدر السماح لحدوث مجاعة في الولاية، وأن الشهر القادم سيشهد تحركات في رئاسة الولاية والمحليات لتأمين موسم الخريف الزراعي عبر اللجان المختصة المذكورة أنفاّ.
إجراءات احترازية
وأفاد مصدر من السلطة المدنية في نيرتتي التابعة لحركة جيش تحرير السودان قيادة عبد الواحد محمد نور، لـ”دارفور24″، أن السلطة المدنية في محليات جبل مرة اتخذت تدابير لحماية الموسم الزراعي، ممثلة في توفير قوات تأمين المزارع، وتشكيل لجان لمراقبة ومعالجة مشكلات الأراضي الزراعية.
وأضاف أن البيئة والطبيعة السكانية في جبل مرة المختلفة عن بقية مناطق ولاية وسط دارفور، تجعل منها منطقة صالحة وخالية من المهددات الزراعية مقارنة بباقي المحليات.
وتوقع نجاح موسم الخريف القادم، خاصة وأن مدن جبل مرة الثلاث “نيرتتي وقولو وروركرو”، تستضيف عددًا كبيرًا من النازحين القادمين شمال ووسط وجنوب دارفور، الشيء الذي وضع سكان جبل مرة أمام تحدي كبير، وحفزهم على العمل الجاد من أجل إنجاح موسم الخريف القادم لتفادي وقوع المجاعة.