كادوقلي ــ دارفور24
في خضم أزمة الجوع التي تتكشف في السودان، نتيجة لفشل الموسم الزراعي الصيفي السابق جراء انعدام الأمن وارتفاع أسعار التقاوى والأسمدة، ظهرت مؤشرات تشير إلى موسم الزراعة الذي يبدأ في يونيو الجاري مهددًا بالفشل.
وقال المزارع بمنطقة أبو جبيهة بولاية جنوب كردفان عبد العظيم منصور، إن هذا الموسم يختلف عن أي موسم مضى، حيث لم تتم مكافحة الآفات والجراد المنتشر بكثافة والذي يمكن أن يهدد الموسم الزراعي تاهيك عن انعدام الأمن والترتيبات الأخرى مثل الوقود.
وأشار، خلال حديثه لـ “دارفور24″، إنهم بحثوا أمر مكافحة الجراد مع إدارة وقاية النباتات التي أبدت استعدادًا لمكافحته لكن بسبب الحرب وعدم توفر الوقود والمبيدات لم ينفذوا، مشددًا على أن تأثير انتشار الجراد بات واضحا في إنتاج المانجو والموالح من البساتين.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة “الفاو” في 20 مارس المنصرم، إن إنتاج السودان من الحبوب انخفض بنسبة 46% جراء انعدام الأمن ومحدودية توفر المدخلات الزراعية وارتفاع أسعارها.
وتحدث منصور عن قناعة كثير من المزراعين بعدم جدوى الزراعة في هذا الموسم، وإن جرى تمويلهم، بسبب انتشار الجراد الذي قلل من إنتاج الموسم السابق.
وتوقع منصور توقف أصحاب المشاريع عن الزراعة هذا الموسم بسبب انتشار المليشيات المسلحة في الأراضي الزراعية.
أزمات التمويل
وقال عبد العظيم منصور إن مشاكل الزراعة من قبل الحرب تتمثل في التمويل والتقاوي والمسائل التقنية، حيث يكاد التمويل أن يكون مقتصر لأصحاب المشاريع الكبيرة فينا صغار المزارعين لا يجدون تمويل.
وتابع: “بالنسبة لهذل الموسم، لا يوجد بنك أبدى استعداده لتمويل المزارعين، ولم توضع خطة تمويلية بسبب الحرب”
وفيما يخص الوقود، قال عبدالعظيم إنه متوفر بصورة تجارية في ابو جبيهة، حيث يتم ترحيله من بورتسودان إلى المنطقة ليصبح أمر الحصول عليك هي مسألة فردية، وقد وصل سعر برميل الجازولين إلى 458 ألف جنيه سوداني.
بدوره، شدد المزارع بمحلية التضامن بولاية جنوب كردفان التوم البرير، على أن ترتيبات هذا الموسم ضعيفة جدًا، بعد خروج البنك الزراعي من خدمة التمويل من الموسم السابق.
وقال البرير لـ “دارفور24”: “حتى الآن لا توجد جهة داعمة للقطاع الزراعي لكي تقوم بتوفير التقاوي، ولا يوجد دعم للوقود كما أنه غير متوفر”.
وأكد البرير على أن تكاليف الزراعة مرتفعة جدَا، حيث يترواح برميل الجاز الواحد ما بين 500 ألف إلى 600 ألف جنيه.
وتوقع تقلص المساحه المزروعة إلى النصف أو أدني مقارنة بالموسم السابق.
انعدام الأمن
وأشار التوم البرير إلى أن الحرب أثرت على القطاع الزراعي بنسبة 75%، على مستوى كبار المزارعين، بسبب ارتفاع تكاليف الزراعة وندرة الوقود وزياده أسعاره وعدم توفر التقاوى.
وبخصوص الوضع الأمني، قال التوم إن الأمن شبه معدوم بالمنطقة الشرقية، نسبة لوجود قطاع الطرق وزيادة ظاهرة النهب بشكل متزايد.
وأفاد المزارع بمنطقة هبيلا أبوبكر ماضي شقة، بعدم وجود ترتيبات للموسم الزراعي في منطقة هبيلا، حيث لا توجد تقاوى ولا وقود.
وقال شقة لـ “دارفور24″، إنهم شكلو لجنة من المزارعين، قابلت قائد قاعدة الجيش في دلامي، لمناقشة خطة المزارعين لتوفير الوقود والتقاوى وتأمين الموسم، لكنه لم يتجاوب معهم.
واكد شقة على عدم وجود أي بنك يُمول الموسم الزراعي، حيث كانوا يعتمدون في السابق على فروع المصارف في مدينة الدلنج التي أصبحت خارج الخدمة.
وتابع: “هناك مساعي من المزارعين أصحاب المشاريع الكبير في الأبيض والرهد للزراعة في هذا الموسم، لكن الطرق مقطوعة نسبة لتواجد قوات الدعم السريع على طريق امروابة والرهد”.
سيظل هاجس انعدام الأمن من أكبر معيقات زراعة هذا الموسم في ولاية جنوب كردفان، علاوة على انعدام التمويل وعدم توفر التقاوى والوقود وارتفاع أسعارهم، مما ينذر بفشل الموسم.