الفاشر ــ دارفور24

عطل النزاع الدائر في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور سُبل عيش سكان المدينة التي تعاني من نقص حاد في مياه الشرب والغذاء، حيث يتكفي بعض المواطنين بوجبة واحدة في اليوم.

وتدور منذ 10 مايو الجاري، معارك متواصلة بين الجيش والحركات المتحالفة معه وبين قوات الدعم السريع والمليشيات الداعمة لها في الفاشر، راح ضحيتها أكثر من ألف مدني بين قتيل وجريح.

وقال عامل البناء عبد الله عبد الإله 43 عامًا، والذي تحدث لـ “دارفور24” عبر الهاتف من مقر سكنه بحي الوحدة جنوب الفاشر، إنه يذهب إلى سوق المواشي قبل شروق الشمس لشراء احتياجات أسرته والعودة بسرعه قبل تجدد الاشتباكات التي عادة ما تدور بعد الـ 10 صباحًا.

وأشار إلى النزاع الدائر في المدينة أجبره على ترك العمل لسلامة العاملين معه، خاصة بعد احتجاز أحد عماله قبيل أسبوع في ارتكاز يتبع للحركات المسلحة بداعي التسلل والتجسس لصالح الدعم السريع وأطلق سراحه لاحقاً بعد تدخل قيادي رفيع بالحركات المسلحة لمعرفته به.

وشدد على أن الحياة في الفاشر أصبحت رعبًا لايطاق حيث “يمكن أن تقتل تحت أي لحظة دون أن تعرف من أين أتت القذيفة أو الرصاصة الطائشة”.

وتحدث محمد عبد القادر 35 سنة، الذي نزح من مدينة كتم إلى الفاشر مع أسرته المكونة من 6 أشخاص ويقيم في مركز إيواء الاتحاد، عن الأوضاع المآساوية بالمدينة قائلا “إن الغذاء والمأوي والمياه والأمن أمور يجب أن تتوفر للإنسان، لكن الحرب أفقدتهم هذه الاحتياجات”.

وأفاد “دارفور24″، بأنه وأفراد أسرته “أصبحوا يتقاسمون وجبة واحدة في اليوم حدد لها الساعة الواحدة ظهراً من كل يوم، كما نتناول كوب واحد فقط من المياه وتوقفنا عن غسل الملابس من أجل المحافظة على المياه”.

وذكر محمد بأن الفاشر تعاني من أزمة حادة في مياه الشرب والغذاء ونقص الأدوية وارتفاع أسعار السلع الغذائية والخضروات وانعدام السيولة والخوف من المجهول.

وأكد على صعوبة الحركة داخل الفاشر حيث تقيم قوات الحركات المسلحة والجيش السوداني ارتكازات بين الشوارع ويتم التحقق بدقة حتي ولو كنت من الحي نفسه.

وأضاف: “يجري التحقيق معك وتفتيش هاتفك الجوال ومعرفة مع من أجريت اتصالاً وأين تتجه ولماذا”.

بدورها، قالت عضو مبادرة دعم مراكز إيواء النازحين من نيالا، مناهل محمد أحمد، لـ “دارفور24″، إنهم كمبادرات يتلقون تمويلاً متقطع من الخيرين لتوفير مياه الشرب التي يصعب الحصول على تانكر مياه لجلبه إلى المراكز بصورة دائمة.

وأعربت عن شكرها لمبادرة لجنة طوارئ الفاشر والمعسكرات التي قدمت الكثير للمراكز.

وتسبب الحصار الذي فرضته قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر مع توقف حركة الشاحنات التجارية والبضائع وندرة السلع في المخازن، بحسب التاجر بسوق المواشي موسى محمد إبراهيم الذي تحدث لـ “دارفور24″؛ في ارتفاع الأسعار بصورة يومية.

وكشف موسى عن ارتفاع الدخن البلدي إلى 120 الف جنيه وسعر جوال السكر زنة 50 كيلو إلى 135 ألف جنيه وسعر جركانة الزيت إلى 45 ألف جنيه وسعر جوال البصل إلى 100 ألف جنيه وسعر الدقيق زنة 25 كيلو إبى 45 ألف جنيه.

وأكد موسى توقف إمدادات الخضر والفاكهة من مناطق كفوت وكتم ونيالا ومناطق جبل مرة للحصار وصعوبة الوصول إلى الفاشر وتعرضها للتلف.