الفاشر ــ دارفور24

كشفت غرفة طوارئ محلية دارالسلام 97 كلم جنوب الفاشر عاصمة شمال دارفور عن أوضاع إنسانية مأساوية يعيشها الفارين من المعارك الدائرة بمدينة الفاشر منذ أسبوعين.

وتدور منذ 10 مايو الجاري، معارك متواصلة بين الجيش والحركات المتحالفة معه وبين قوات الدعم السريع والمليشيات الداعمة لها في الفاشر، راح ضحيتها أكثر من ألف شخص بين قتيل وجريح.

وقالت غرفة طوارئ محلية دار السلام، في بيان حصلت عليه “دارفور24” إن المحلية استقبلت أعداد كبيرة من النازحين الفارين من الحرب من الفاشر بعد اشتداد وتيرة الحرب.

وقال عضو لجنة مبادرة استقبال النازحين بمحلية دار السلام، خالد أحمد يوسف، لـ “دارفور24″، إن المجتمع المحلي يبذل جهودًا كبيرة لتهئية البيئة للنازحين بمراكز الإيواء رغم قلة الإمكانيات وعدم تدخل المنظمات الوطنية والدولية.

وأفاد خالد بوجود أزمة حادة في المياه والغذاء ونقص الأدوية مع ارتفاع أسعار السلع الغذائية وتوقف الإغاثة.

وأضاف: “قبل فترة تم تقسيم ذرة رفيعة بواقع ملوة فقط لكل منزل وهذا قليل جداً ولا يكفي طعام يوم واحد”.

وناشد خالد المنظمات الدولية والوطنية ووزارة الصحة بتقديم خدمات الإيواء والغذاء والصحة والحماية والإهتمام بالنساء والأطفال.

وقدرت غرفة طوارئ محلية دارالسلام أعداد النازحين بقرابة الـ 20 ألف أسرة معظمهم يسكنون مع أسر مستضيفة داخل المحلية، مع وجود عدد 11 مركز إيواء داخل محلية السلام.

ومن بين هذه المراكز: مركز رئاسة المحلية يضم 42 أسرة، مركز مدرسة(أ) بنين وفيه 60 أسرة، مركز مدرسة(أ) بنات وفيه 35 أسرة، مركز مدرسة الثانوية بنين 52 أسرة، مركز مدرسة الثانوية بنات ويضم 40 أسرة ومركز مدرسة(ب) بنات وفيه 57 أسرة.

إضافة إلى مركز مدرسة ابن الوليد الذي يضم 34 أسرة، مركز جمعية المرأة وفيه 17 أسرة، مركز مدرسة الشرقية ويضم 47 أسرة، حوادث مستشفى دار السلام 11 وفيع أسرة ومركز مدرسة علاونة وفيه 29 أسرة.

وكشفت المتطوعة بمراكز إيواء محلية مليط 65 كلم شمال الفاشر، سعدية محمود هارون، عن استقبال المحلية لأكثر من 13 ألف نازح خلال الفترة من يناير حتي مايو الحالي من جملة 30 ألف نازح بالمحلية وصلوا إليها منذ اندلاع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منتصف أبريل العام الماضي.

وأوضحت سعدية لـ “دارفور24” المعاناة التي يعيشها الفارين من المعارك الدائرة بمدينة الفاشر أثناء رحلة الوصول إلى مليط، حيث تعرضوا للتفتيش والنهب والسلب بصورة متكررة.

وأشارت إلى أن رحلة النزوح من الفاشر إلى مليط تستغرق لثلاثة أيام، بعد أن كانت تقطع في 3 ساعات.

وقالت إن معظم الأسر لا تملك الغذاء وتضطر للتسول في السوق الوحيد بالمدينة كاشفة في ذات الوقت مغادرة المئات من النازحين نحو تشاد وليبيا ومناطق وادي هور وامبرو وأورشي وكرنوي.

وكشف صالح أبكر، وهو مسؤول بالإدارة الأهلية بمنطقة جبل مرة التي تسيطر عليها حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور، عن وصول أعداد كبيرة من النازحين الفارين من مدينة الفاشر إلى مناطق طويلة ومناطق شمال جبل مرة وليبا ودربات وكدنير وروكرو وفنقا.

وقدر صالح أعداد النازحين الذين وصلوا منذ العاشر من مايو الحالي بحوالي 16 الف عبر الشاحنات التجارية الكبيرة والسيارات وسيرًا على الأقدام.

وأكد شهود أعيان من مدينة كبكابية 136 كلم شمال غرب الفاشر وصول الآلاف من النازحين إلى المدينة رغم غارات الطيران الحربي التابع للجيش السوداني المتكررة على المدينة.

وأشار المواطن الهادي إبراهيم لـ “دارفور24” إلى تكدس مراكز الإيواء بالمدارس بالنازحين من الفاشر في ظل نقص حاد في المياه والغذاء والإعتماد على المبادرات المجتمعية لمساعدة النازحين عبر تجميع مواد الغذاء من المنازل بالأحياء وتوزيعها للأسر.

ووفقًا لمسؤولة الإعلام بمبادرة شابات كبكابية، صهيبة يوسف، يبلغ عدد النازحين بمدينة كبكابية حوالي 23 الف نازح من مناطق مختلفة من إقليم دارفور وزيادة الأعداد بعد إشتداد المعارك بمدينة الفاشر.