جوبا: دارفور24
أعلنت الحركة الشعبية لتحرير السودان، برئاسة عبدالعزيز الحلو، تمسكها بمطلب توصيل المساعدات الإنسانية للمحتاجين في كافة مناطق السودان، رافضة اقتصار المفاوضات مع الجيش السوداني في جوبا على توصيل الإغاثة إلى المنطقتين فقط.
وبدأت اليوم الخميس في مدينة جوبا جلسات التفاوض بين الجيش السوداني والحركة الشعبية شمال، بهدف التوقيع على وثيقة “وقف عدائيات” تسمح بتمرير المساعدات الإنسانية لمتضرري الحرب في ولايات “جنوب كردفان، النيل الأزرق، وغرب كردفان”.
وقال الأمين العام للحركة الشعبية عمار امون، لـ”دارفور24″ إن وفد الحركة المفاوض سلم رؤيته حول توصيل المساعدات الإنسانية لوفد الجيش السوداني الذي سلم بدوره رؤيته للحركة بينما ينتظر الطرفان رد كل منهما على رؤية الآخر.
وأكد أن التفاوض الذي بدأ اليوم الخميس في مدينة جوبا بجلسة افتتاحية يستمر حتى يوم غدا الجمعة، وسيكون حول كيفية توصيل المساعدات الإنسانية لمناطق السودان المختلفة.
وأضاف أن “المحتاجين للمساعدات الإنسانية اين ما كانوا يجب أن تصلهم، وأن الحركة الشعبية ترفض تجزئة القضايا والحلول السياسية لأن التاريخ علمنا انه لا يتحقق سلام دائم وشامل وعادل بتجزئة القضايا”.
وتابع “لذالك نرفض أن تُقدم المساعدات للمحتاجين في مناطق دون مناطق أخرى، هناك مدنيين في الجزيرة ودارفور والخرطوم، أحوج ما يكون للمساعدات الإنسانية من اي مكان آخر”.
وأوضح أن الحركة الشعبية ترى أن المساعدات الإنسانية يجب أن توصل لكل المتضررين من الحرب سواء في الخرطوم او دارفور او الجزيرة او جبال النوبة، وليس فقط في المناطق المطروحة على طاولة التفاوض.
وقال امون إن أعداد المحتاجين للمساعدات في المناطق التي تسيطر عليها الحركة الشعبية بجبال النوبة يقارب الـ 700 ألف شخص.
وفي خطابه أمام الجلس الافتتاحية للتفاوض قال أموم إن الحرب الأهلية السودانية التي تدور رحاها الآن أكملت (69) عاماً من عمرها، منذ العام 1955، قبيل إعلان استقلال السودان بأشهر قليلة.
وأكد أن الحرب استعصت طوال هذه الفترة الزمنية الطويلة، بسبب “أنها حرب بلا معنى، بجانب أن كل الاتفاقيات التي تم التوصل إليها لم تحترم ولم تنفذ، كما أن حكومات المركز المتعاقبة على الحكم في الخرطوم تعمل باستمرار على تجزئة الحلول لنفس المشكلة”، وفق قوله.
وأكد أن الحركة الشعبية ذكرت وحذرت مراراً بأن تجزئة الحلول لا تحقق سلاماً شاملاً وعادلاً ومستداماً، مضيفًا “اليوم نرى أن كل الجماعات والشعوب السودانية في (إقليم جبال النوبة، إقليم الفونج الجديد، ولايات دارفور، كردفان، الجزيرة، والخرطوم) يحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة تنقذ حياتهم وتصون كرامتهم الإنسانية من خطر الإنتهاك”.
وتسأل “هل نحن هنا اليوم أيضا أمام خيار آخر للتوقيع على وثيقة تفضي إلى تمرير مساعدات إنسانية إلى متضرري الحرب في مناطق وأقاليم وولايات بعينها فقط، والشعب السوداني في مناطق أقاليم وولايات أخرى في أشد ما يكون إلى مساعدات إنسانية كالغذاء والأدوية المنقذة للحياة”.
وقال إن الحركة الشعبية ثابتة في موقفها وهو التوصل إلى إتفاق يسمح بتوصيل المساعدات الإنسانية للمحتاجين في “إقليم جبال النوبة، إقليم الفونج الجديد، وكل مناطق ولايات دارفور، مناطق الجزيرة، الخرطوم، كردفان” دون تمييز.
وتابع “نحن مثلما لا نؤمن بتجزئة الحلول السياسية، فكذلك لا نؤمن بمبدأ التحيز الجغرافي والجهوي في تقديم المساعدات الإنسانية، كل متضرري الحرب الأهلية في السودان أينما كانوا يجب أن تصلهم المساعدات الإنسانية”.