وكالات – دارفور24

أعرب أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة عن القلق البالغ بشأن اندلاع القتال في الفاشر، شمال دافور بما يعرض أكثر من 800 ألف مدني للخطر، مطالبًا بالسماح للمدنيين بالتحرك إلى مناطق أكثر أمانا.

وأبدى غوتيريش القلق بشأن التقارير التي تفيد باستخدام أسلحة ثقيلة في مناطق مكتظة بالسكان مما يؤدي إلى وقوع عشرات الضحايا، ونزوح أعداد كبيرة من الناس وتدمير البنية الأساسية المدنية.

وأشار في بيان منسوب للمتحدث باسمه، إلى أن المدنيين في هذه المنطقة يواجهون بالفعل مجاعة وشيكة وعواقب حرب مستمرة لأكثر من عام بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وذكـّر أنطونيو غوتيريش جميع الأطراف بالتزاماتها وفق القانون الدولي الإنساني التي تحتم حماية المدنيين، ودعاها إلى السماح للسكان المدنيين بالتحرك إلى مناطق أكثر أمانا.

وطلب بأن تسهل كل الأطراف الوصول الإنساني الآمن والعاجل بدون عوائق إلى جميع المدنيين المحتاجين للمساعدات في الفاشر وبأنحاء دارفور والسودان.

وذكر البيان أن توجيه الهجمات بشكل متعمد ضد السكان المدنيين وعرقلة وصول الإغاثة الإنسانية إلى المدنيين المحتاجين، قد يمثل جريمة حرب.

وحث الأمين العام الأطراف على الوقف الفوري للقتال واستئناف مفاوضات وقف إطلاق النار بدون مزيد من التأخير.

وأسفرت المعارك في الفاشر، وفق حصيلة أولية، عن مقتل 38 شخصًا وإصابة 189 آخرين، بحسب لجنة طوارئ مدينة الفاشر كما جرى إخلاء مستشفى بابكر نهار للأطفال بعد قصف جوي على مقربة منه أدى لوفاة طفلين وأحد مقدمي الرعاية الصحية.

ويشهد مستشفى الفاشر الجنوبي، وهو الوحيد العامل في المدينة، اكتظاظا بالجرحى مما يهدد بخروجه من الخدمة خاصة وأنه يقع بالقرب من دائرة الاشتباكات.

وقبل يومين أعربت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان كلمنتين نكويتا سلامي عن قلقها حيال تقارير تحدثت عن استخدام أسلحة ثقيلة في القتال الدائر بمدينة الفاشر.

ومنذ أسابيع، تشهد الفاشر التي تؤوي بالإضافة إلى سكانها أكثر من 800 ألف نازح، اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع التي شنت هجمات واسعة على قرى غرب المدينة.

وتعتبر الفاشر، مركزا رئيسيا للمساعدات في إقليم شمال دارفور الواقع في غرب السودان والذي يعيش فيه ربع سكان البلاد البالغ عددهم 48 مليون نسمة. وتضم المدينة عددا كبيرا من اللاجئين، وقد بقيت حتى الآن في منأى عن المعارك، لكن القرى المحيطة بها تشهد معارك منذ منتصف أبريل/نيسان الماضي.

وتقاتل إلى جانب الجيش السوداني في الفاشر حركات مسلحة وقّعت اتفاق سلام جوبا مع الحكومة عام 2020، على رأسها قوات تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي وحركة العدل والمساواة بزعامة جبريل إبراهيم.

وقالت الأمم المتحدة الأحد إنّ المعارك التي دارت يوم الجمعة لوحده في الفاشر بين الجيش وقوات الدعم السريع أسفرت عن مقتل 27 شخصا على الأقل وإصابة 130 آخرين بجروح.