نيالا ــ دارفور24
كشفت إدارة الطوارئ الصحية ومكافحة الأوبئة بوزارة الصحة بجنوب دارفور، عن تسجيل عدد كبير من حالات الإصابة بالأمراض الوبائية آخرها الأسبوع الماضي الذي سُجل فيه 30 حالة إصابة ووفاة بمحليتى برام ورهيد البردى.
وتواجه وزارة الصحة بجنوب دارفور تعقيدات كبيرة فى التقصي والتصدى للأمراض لفقدانها الوسائل الحركية التى تم نهبها إبان الحرب في نيالا بجانب عدم توفر ميزانيات لفرق التقصي من الوصول للمحليات التى سجلت أمراض وبائية.
وقال مدير الإدارة العامة للطوارئ الصحية ومكافحة الأوبئة حافظ محمد نور لـ “دارفور 24” إن إدارته تلقت بلاغات عن تسجيل 24 حالة إصابة بالسعال الديكى وسط الأطفال من بينها 9 وفيات بوحدة النضيف الإدارية بمحلية برام جنوب حاضرة الولاية نيالا تم رصدها من يناير وحتى أبريل الجاري.
وأشار حافظ إلى أن الحالات المذكورة هى التى وصلت للمركز الصحى، متوقعا أن يكون العدد الفعلى للحالات أعلى بكثير من التي وصلت إلى المركز.
وذكر نور بأن محلية برام تعتبر واحدة من المحليات التى لها تاريخ طويل مع الحصبة والسعال الديكي إضافة إلى الدفتيريا.
وتلقت إدارة الطوارئ الصحية، تقريرًا، من المدير الطبي لمركز صحى وحدة أبوري بمحلية رهيد البردى كشف عن تسجيل حالات إشتباه بالحصبة وإسهالات وسط الأطفال بجانب ثلاث وفيات بالسعال الديكى داخل مركزى صحى المنطقة.
وفى 9 مارس السابق، أعلنت وزارة الصحة عن تسجيل 6 حالة إشتباه بالحصبة بمنطقة أم سيالة التابعة لمحلية مرشنج شمالى نيالا، وهى المنطقة الوحيدة التي تم التدخل فيها بواسطة كادر مشترك ضم فرق التقصي والترصد والتحصين الموسع بجانب الكادر المعالج بدعم من منظمة أطباء بلا حدود.
وفي 15 أبريل الجاري، أعلنت السلطات الصحية بالولاية عن تسجيل ثلاث حالات إصابة مؤكدة بحمى الضنك واحدة منها بنيالا ولثنين بمحلية مرشنج.
وخلال الأسبوع الماضي استقبل قسم الأطفال بمستشفى نيالا التعليمى عدد 25 حالة إصابة بمرض سوء التغذية الحاد المصحوب بمضاعفات طبية تم رصدها من بداية أبريل الحالي 12 منها من أحياء مدينة نيالا و13 قادمة من معسكرات النازحين.
وقال مدير الطوارئ الصحية حافظ نور لـ “دارفور 24” إنهم حتى الآن لم يتمكنوا من إرسال فرق طبية للتقصي الوبائي بسبب عدم توفر الإمكانيات لوزارة الصحة إضافة إلى غياب منظمة الصحة العالمية الذي خلق فجوة كبيرة في التقصي الوبائي والإستجابة للأمراض خاصة التى يمكن الوقاية منها عن طريق التطعيم.
وأضاف: “كل المنظمات حتى الأجنبية لا تستطيع تبني مسؤلية الترصد المرضي والإستجابة للاوبئة وخير دليل أن الولاية بها حالات مؤكدة لحمى الضنك وظلت وزارة الصحة تناشد كل الجهات الداعمة منظمات الامم المتحدة والمنظمات العالمية والوطنية و وزارة الصحة الاتحادية ولكن لم يستجيب احد لنداءتها وظلت مكتوفة الأيدي”.
وأشار حافظ نور إلى العديد من المعوقات المتعلقة بالترصد المرضي والإستجابة لها من بينها عدم توفر شبكات الإتصالات بمحليات الولاية المختلفة وعدم توفر وسائل الحركة وانعدام التمويل لمجابهة تلك الأمراض فى وقت ظلت إدارته تتلقي بلاغات عن حالات إشتباه بالحصبة والسعال الديكي وإسهالات مجهولة للأطفال.
وينذر الوضع الصحى بمناطق ولاية جنوب دارفور بكارثة حال لم تجد الدعم يمكن السلطات الطبية من القيام بالتدخلات المبكرة.