دارفور٢٤:وكالات
أعرب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، الجمعة، عن قلقه البالغ إزاء تصاعد العنف في مدينة الفاشر وما حولها في شمال دارفور، حيث أشارت التقارير إلى أن كلاً من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع “شنت هجمات عشوائية باستخدام أسلحة متفجرة ذات آثار واسعة النطاق، مثل قذائف الهاون والصواريخ التي تطلقها الطائرات المقاتلة، في المناطق السكنية”.
وحسب المتحدث باسم مفوضية حقوق الإنسان، سيف ماجانجو، خلال مؤتمر صحفي بجنيف اليوم الجمعة، أن 43 شخصاً على الأقل، بينهم نساء وأطفال، قتلوا مع استمرار القتال بين الجانبين والميليشيات المتحالفة معهم في ظل توغل لقوات الدعم السريع في الفاشر.
وقال ماجانجو إن المدنيين محاصرون في المدينة، وهي “الوحيدة في دارفور التي لا تزال في أيدي القوات المسلحة السودانية، ويخافون من القتل إذا حاولوا الفرار”.
وشدد المتحدث على أن الوضع المزري يتفاقم بسبب النقص الحاد في الإمدادات الأساسية حيث إن عمليات تسليم السلع التجارية والمساعدات الإنسانية مقيدة بشدة بسبب القتال، وعدم قدرة الشاحنات على العبور بحرية عبر الأراضي التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.
منذ أوائل أبريل، شنت قوات الدعم السريع عدة هجمات واسعة النطاق على قرى غرب الفاشر التي يسكنها في الغالب مجتمع الزغاوة العرقي الأفريقي. وأضاف المتحدث: “قامت قوات الدعم السريع بإحراق بعض القرى، بما في ذلك دورما وأموشوش وسارفايا وأوزباني. وتثير مثل هذه الهجمات القلق من احتمالات وقوع المزيد من أعمال العنف ذات الدوافع العرقية في دارفور، بما في ذلك عمليات القتل الجماعي. في العام الماضي، أدى القتال والهجمات بين الرزيقات والمساليت في غرب دارفور إلى مقتل وجرح مئات المدنيين، ونزوح الآلاف من منازلهم”.
وقال السيد ماجانجو إن المفوض السامي يدعو إلى الوقف الفوري لهذا التصعيد الكارثي، ووضع حد للصراع الذي اجتاح البلاد منذ أكثر من عام. كما دعا إلى إجراء تحقيق في جميع الانتهاكات والتجاوزات المزعومة للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني “بهدف ضمان المساءلة وحقوق الضحايا في معرفة الحقيقة والعدالة والتعويضات”
كما حث طرفي النزاع وحلفاءهم على منح المدنيين ممراً آمناً إلى مناطق أخرى، وضمان حماية المدنيين والأعيان المدنية، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق.
مخاوف من عواقب مدمرة
وفي نيويورك ذكر المتحدث باسم الأمم المتحدة أن المنظمة تتلقى تقارير مقلقة بشأن تصاعد التوترات بشكل كبير بين الأطراف المسلحة في الفاشر، شمال دارفور وما أفيد عن أن قوات الدعم السريع تطوق المدينة بما يشير إلى أن التحرك المنسق لمهاجمة الفاشر قد يكون وشيكا.
وقال المتحدث في بيان أرسله للصحفيين إن القوات المسلحة السودانية، بالتزامن مع ذلك، يبدو أنها تتخذ مواضعها. وذكر أن الهجوم على المدينة سيؤدي إلى عواقب مدمرة على السكان المدنيين.
وأشار إلى أن تصعيد التوترات ذلك يأتي في منطقة على شفا المجاعة. وكرر الأمين العام دعوته لجميع الأطراف إلى الامتناع عن القتال في منطقة الفاشر. وقال المتحدث إن المبعوث الشخصي للأمين العام رمطان لعمامرة يتواصل مع الأطراف لتهدئة التوترات في الفاشر.