بورتسودان ــ دارفور 24
أثار إعلان مساعد قائد الجيش ياسر العطا رفضهم تسليم السلطة إلى القوى المدنية في فترة الانتقال عقب الحرب، جدلًا كثيفًا، في مواقع التواصل الاجتماعي وفي أوساط القوى المؤيدة للديمقراطية.
وتحدث العطا، أمام قادة تنسيقية القوى الوطنية في قاعدة وادي سيدنا بأم دمان، السبت، عن أن الجيش لن يسلم السلطة إلى قوى سياسية مدنية دون انتخابات.
وأشار إلى أن الفترة الانتقالية عقب الحرب سيكون قائد القوات المسلحة رأس الدولة فيها، متوعدًا بمحاسبة قادة الحرية والتغيير وفق القانون.
وشن قادة من قوى الحرية والتغيير، هجومًا على العطا، موضحين أن هدف الحرب هو استمرار الجيش في الحكم.
واعتبر القيادي في الحرية والتغيير ياسر عرمان، حديث العطا “لحظة صدق نادرة أفصح فيها عن الأهداف الحقيقية لهذه الحرب ونوايا الذين يقفون من خلفها، فهي لم تكن يومًا من أجل الكرامة أو الوطن بل من أجل استعادة السلطة والجاه من قبل الإسلامين ومنسوبيهم وحلفائهم من كبار الضباط”.
وقال إن حديث ياسر العطا ليس بـ “جديد إلا للذين احسنوا نواياهم في كل مراحل ثورة ديسمبر وحتى بعد هذه الحرب في العمل مع العسكر والهرولة نحو الحلول معهم رغم التجارب المريرة”.
وأشار عرمان إلى أن تصريحات العطا مرتبطة بالعملية السياسية والمفاوضات التي جرت في منبر جدة والمنامة بمعزل عن المدنيين.
وطالب عرمان بضرورة الفصل بين مفاوضات لوقف إطلاق النار والعملية السياسية التي لا يجب أن تترك لطرفي النزاع وإلا “فإن السلطة ستنتهي في يد العساكر وبمعزل عن الشعب وشعارات ثورة ديسمبر في المدنية والديمقراطية فالذي يملك البندقية لا يكتب نفسه شقي”.
بدوره، قال القيادي في الحرية والتغيير جعفر حسن إن تصريح العطا “ذكر الحقيقة المجرّدة، وقال ما خبأه الأخرون من الأسباب الرئيسية التي من أجلها اضرموا النيران في كل الأرجاء”.
وأضاف: “كنّا نعلم من اللحظة الأولى أن من أهم أهداف هذه الحرب هي الاستمرار في مقاليد السلطة ولو بأي ثمن. بعد أن فشل انقلابهم على ثورة ديسمبر المجيدة، وما كان لهم من طريق آخر الّا عبر إراقة كل الدماء”.
وآتي حديث العطا بعد ساعات من كشف الحزب الشيوعي وحزب الأمة القومي وحزب البعث العربي الاشتراكي، عن مشروع تسوية سياسية يتقاسم فيها الجيش والدعم السريع والحركات المسلحة وتنظيمات مدنية السلطة لمدة 10 سنوات.