خاص ــ دارفور
في ظل قصفه المتواصل على مناطق ولايات دارفور أجبر الطيران الحربي التابع للجيش السوداني عدد من المواطنين للفرار من مناطقهم خوفاً على فقدان الأرواح.
ومنذ بدء المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منتصف أبريل 2023، شن الطيران الحربي العديد من الغارات الجوية على مدن نيالا وأم القري ويارا بجنوب دارفور والضعين بشرق دارفور ومطار الجنينة بغرب دارفور والفاشر والزرق وأم كدادة وجديد السيل بشمال دارفور.
وخلفت هذه الغارات المئات من القتلى والجرحى، إلى جانب تدمير المنشآت والمؤسسات الخدمية ومحطات المياه.
نزوح متجدد
ورصد دارفور “24” نزوح سكان منطقة الزرق بشمال دارفور إلى محليات كتم والكومة وشرق الفاشر، بعد غارات جوية على المنطقة خلفت 5 قتلى و22 مصابًا.
وقال المواطن من منطقة الزرق عبدالعزيز حبيب لـ “دارفور24″، إنهم أضطروا للفرار إلى شرق الفاشر، إلا أن الطيران الحربي لاحقهم مرة أخرى وشن عليهم غارة جديدة أودت بحياة 6 أشخاص من بينهم 3 نساء.
ولم تستطيع “دارفور 24” التأكد من أعداد القتل من المصادر الرسمية والطبية.
وأشار حبيب إلى أن هذه الغارات قادت إبى نزوح أكثر من 3 آلاف نسمة من سكان الزرق وإخلائها تماماً، كما فر مئات الرعاة بالماشية نحو تخوم وادي هور المجاور للمنطقة بعد ضرب الطيران لمعظم مصادر المياه بالمنطقة.
واستنكر صمت المنظمات الدولية والوطنية حول غارات الطيران واستهدافها بشكل واضح لقبائل الرحل والرعاة.
وكشف عن نزوح بعض الأسر مجدداً إلى مدينة نيالا رغم تعرضها للغارات الجوية.
وكانت التنسيقية العليا للرعاة والرحل، أدانت، في بيان سابق لها أطلعت عليه “دارفور 24″، الضربات الجوية على مناطق الرحل والرعاة بتحريض من منابر إعلامية وقيادة الجيش السوداني وقالت أنها تستهدف التهجير القسري للرحل والرعاة.
نزوح سكان الفاشر بسبب الطيران
وقال عضو لجان التغيير والخدمات بحي ديم سلك بمدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور ياسر محمود لـ “دارفور 24″، إن معظم سكان الأحياء الشرقية والشمالية بمدينة الفاشر نزحوا إلى محليات أم كدادة والكومة ودار السلام ومخيم زمزم للنازحين وبعض المناطق الطرفية مثل أم شجيرة وقولو غرب الفاشر وأم مراحيك شمال الفاشر بسبب غارات الطيران المتكررة على المدينة.
وأفاد بأن أعداد الضحايا في الغارات الجوية الخمسة على مدينة الفاشر خلفت أكثر من 10 قتلى وعددًا من المصابين، إضافة إلى تدمير منازل المواطنين دون استهداف واضح للأهداف العسكرية لقوات الدعم السريع.
وقدر ياسر أعداد الفارين من أحياء الفاشر بسبب الطيران الحربي بحوالي 30 ألف مواطن.
وقالت آمنة محمد عمر، وهي نازحة بمركز إيواء المدرسة الجنوبية بمدينة الفاشر، إن معظم النازحين بمراكز الإيواء غادروا نيالا بعد غارات الطيران.
وأضافت:” كل من لديه قدرة مالية عاد إلى نيالا وتبقت فقط بعض الأسر الضعيفة التي لاتملك مبالغ تذاكر السفر”.
وناشدت أطراف الصراع بإيقاف الحرب ووقف الطيران الذي أصبح رعباً للأطفال على حد قولها.
غارات الضعين الأعنف
ونفذ الطيران الحربي للجيش السوداني غارات جوية على مدينة الضعين عاصمة شرق دارفور الأسبوع الماضي، خلفت 6 قتلى وأكثر من 4 مصابين، كما أدت إلى نزوح سكان بعض الأحياء بالمدينة إلى مناطق عديلة شرقي المدينة وشعيرية والفردوس وأبو كارنكا.
ووصفت المواطنة مروة محمد سعيد، النازحة من مدينة الجنينة إلى نيالا ومنها نزحت إلى الضعين، قصف مدينة الضعين يعد الأعنف
وقالت مروة لـ “دارفور 24” إن أطفالها يسألونها عن موعد مغادرة المدينة، حيث أنها قررت اللجؤ إلى ليبيا، غير أن الخطوة تتطلب منها الانتظار قليلا من أجل توفير مبالغ مالية للسفر.
العمل من أجل فرض حظر جوي
وفي مدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور، التي شن الطيران الحربي للجيش السوداني أكثر من 6 غارات جوية منذ سقوط الفرقة السادسة عشر مشاة نيالا آواخر أكتوبر العام الماضي، خلفت عدد من القتلى والجرحى تجاوز عددهم 130 بحسب إحصائيات غير رسمية.
وكشف الناشط المدني الدكتور فضل الغالي موسى، عن جمع مليون توقيع من أبناء الإقليم، لتقديمها إلى مجلس الأمن الدولي لتفعيل القرار الصادر من المجلس والخاص بحظر الطيران الحربي بإقليم دارفور.
وتسببت غارات الطيران الحربي على المدينة في نزوح المواطنين من بعض الأحياء إلى محليات الولاية من بينها رهيد البردي وعد الفرسان ومرشينج وبليل فيما لجأت بعض الأسر إلى دول الجوار.